عقب المناظرة الثانية مساء الأحد بين المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الجمهوري دونالد ترامب، ثار السؤال التقليدي: من الفائز؟ أميركا والعالم ومواقع التواصل الاجتماعي احتفت بمواطن أميركي عادي، كينيث بون، واعتبرته بطل المناظرة، بل البطل الذي تريده أميركا. حيث دخل بون المناظرة مواطنا مجهولاً، وجلس في الصف الأول، وتكلّم لمدة ثوان معدودة، سأل خلالها عن سياسات الطاقة، وخرج من المناظرة نجماً.
كان بون يجلس في هدوء ضمن مقاعد الناخبين الذين لم يقرروا بعد موقفهم من هيلاري وترامب، وعندما جاء دوره في توجيه الأسئلة، وكان السؤال قبل الأخير في المناظرة، قلب الطاولة على الجميع، فبعد ساعة ونصف من الكلمات الجارحة المتبادلة بين المرشحين، والتي تناولت الأعراض والحياة الخاصة والاتهامات السياسية والتهديد بالسجن والدفع بعدم الكفاءة، ألقى بون دشاً بارداً على الجميع، ونجح في تحويل دفة الحوار نحو قضية عامة تهم كل الأميركيين وهي موقف المرشحين من قضايا الطاقة، والسياسات التي يجب اتباعها لتوفير احتياجات أميركا مع الحفاظ على البيئة، والحد من فقدان الوظائف في محطات الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري.
وعلى الفور أثنى ترامب على السؤال، وتحولت دفة الحوار بينه وبين كلينتون بعيداً عن التفاصيل الهامشية إلى قضايا مهمة مثل تأمين احتياجات أميركا من الطاقة وأزمة شركات النفط بعد انخفاض سعره وغيرها.
أشياء أخرى كثيرة ساهمت في تحويل بون فجأة إلى بطل، ودفعت مستخدمين إلى تخصيص صفحتين على “فيسبوك” للمطالبة بترشيحه لرئاسة أميركا، ومنها طريقته المميزة في الإلقاء، وملامحه الطفولية التي اكتشف البعض أنها تشبه شخصية كرتونية في متجر “توي ستور”، وشاربه، وبنيته القوية، ونظارته، وملابسه الملونة حيث ارتدى سويتر أحمر فاقع اللون، ما حث مغرد على الكتابة بأن أميركا تحتاج إلى هذا السويتر للم شمل الحزبين الجمهوري والديمقراطي معا، والكاميرا البسيطة التي استخدمها بعد انتهاء المناظرة لالتقاط بعض الصور، وهي من النوع الذي يُستخدم لفترة محدودة ثم يتم التخلص منه.
وعقب انتهاء المناظرة، شوهد بيل كلينتون الرئيس الأميركي السابق وزوج هيلاري يوجه له الشكر على السؤال المميز.
وعلى موقع “تويتر” سجل مستخدمون حسابات باسمه وصورته احتفاء بمشاركته الإيجابية. وكتبوا على لسانه: “أنا لست البطل الذي تريده، بل البطل الذي تحتاجه”.