استذكر الصحافي الروسي، ميخائيل غوسمان، مقابلته من العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيداً بما كان يتمتّع به خادم الحرمين من حكمة وطيبة، معتبراً أنه برحيل الملك السعودي الملك تنقضي حقبة كاملة.
وميخائيل غوسمان، هو النائب الأول للمدير العام لوكالة “تاس” الرسمية الروسية للأنباء، وهو أول صحافي روسي حصل على شرف مقابلة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله.
وأجرى غوسمان مقابلة مع الملك عبدالله في فبراير 2007، على هامش زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسعودية. وتم اللقاء، الذي استمر ساعة، في مدينة جدة. وبثت المقابلة في إطار برنامج “صيغة السلطة” على التلفزيوني الروسي.
واستذكر غوسمان لقاءه مع الملك عبدالله قائلاً: “ما بقي في ذاكرتي من ذلك اللقاء مزاحه الحساس، وتعليقه بشكل رائع على قضايا السياسة الخارجية والداخلية، وكان يدلي بتفاصيل ممتعة. لقد تعامل العاهل السعودي معي في غاية الديمقراطية وبشكل أثار الارتياح في نفسي”.
وأضاف غوسمان: “لقد أجريت أكثر من 300 مقابلة مع رؤساء الدول والحكومات، وعندما كنت أُسأل حول المقابلات التي ترسخت في ذاكرتي أكثر من غيرها، أستذكر بين الشخصيات التي تحدثت إليها كلا من الزعيم الصيني جيانغ زيمين، والرئيس الأذري الراحل حيدر علييف. واستذكر على الدوام المقابلة التي أجريتها مع الملك عبدالله. شخصية الملك عبدالله بصفته خادم الحرمين الشريفين تعبر عن شخص العاهل المطلق. لم يتبق سوى القليل من الشخصيات من هذا القبيل في عصرنا المتنور هذا”.
واعتبر أن” حقبة بأكملها انتهت مع رحيل الملك عبدالله. كان شخصا حكيما وتقدميا وغاية في الحكمة. ورغم هرم سنه، فقد كان يقيم العالم بشكل عقلاني. رحيل العاهل السعودي خسارة لا تعوض، وفي المقام الأول على الحلبة السياسية”.
وجرت العادة في برنامج “صيغة السلطة” على أن يتبادل غوسمان والشخصية المضيفة الهدايا التذكارية. وتسلم الملك عبدالله من ميخائيل غوسمان “الساموار” الروسي، وهو إبريق تقليدي لإعداد الشاي، ومن جهته قدم الملك عبدالله إلى غوسمان طاولة صغيرة مرصعة بزخارف من الرخام يدوية الصنع.