غرائب المتشددين اليهود، المعروفين باسم “الحريديم” في إسرائيل، أكثر مما يصدقها إنسان، إلى درجة أن إحدى مطبوعاتهم، وهي صحيفة “هاموديا” الصادرة عن “يهودية التوراة المتحد” وهو حزب حريدي للأشكيناز القادمين من أوروبا، حذفت حتى الحذاء النسائي من صورة نشرتها في عددها هذا الأسبوع.
وكانت “هاموديا” التي يعني اسمها العبري “المخبر” بالعربية، نشرت خبراً عن طفل سبب لعائلته مشكلة في القدس، اضطرتها لطلب الاستغاثة من دائرة الإطفاء في المدينة المحتلة، بحسب ما ورد من تفاصيل عنه في صحف إسرائيل أمس وأطلعت “العربية.نت” على بعضها اليوم الخميس مترجما.
وقالت “هاموديا” إن الطفل فتح جارورا مخصصا للأحذية في خزانة صغيرة أدى لاعتراض فتح باب الغرفة التي كان فيها، ثم نام قرب الجارور، آسرا نفسه بنفسه وبطريقة لم تكن تسمح لأحد بفتح الباب ليدخل، وحين أراد ذووه دخول الغرفة صعب عليهم بابها، فأسرعوا مستغيثين بدائرة الإطفاء تفادياً لحدوث الأسوأ.
وبعد إنقاذه قام أحد عناصر فريق الإنقاذ، وهو من عرب 48 واسمه آصف أبرص، بإعادة ترتيب الوضع الذي كان فيه الطفل قبل إنقاذه، والتقط للمشهد صورة وزعها على وسائل الإعلام مرفقة بنصائح من الدائرة بعدم وضع أي أثاث يعترض جاروره أو بابه المدخل الرئيسي لأي مكان.
لكن “هاموديا” التي أسسها في 1950 حاخام بالقدس المحتلة اسمه يهودا ليفين، والتي لا تنشر شيئا إلا بعد عرضه أولا على “لجنة شرعية” فيها، حذفت كل ما هو حذاء نسائي في الصورة التي تنشرها “العربية.نت” نقلاً عن الصحف الإسرائيلية، وأبقت على الرجالي منها فقط.
ممنوع نشر صورة الكمبيوتر أيضا
من غرائب “هاموديا” التي تصدر نسخة يومية عنها بالإنجليزية في الولايات المتحدة وثانية أسبوعية في بريطانيا، أنها كانت ترفض في السابق نشر الاسم الأول لأي امرأة، باعتباره نسائياً، وحين احتدمت عليها الاحتجاجات، تسامحت بعد أن اكتشفت حلاً لا يلبي أي فضول، وهو أن تنشر الحرف الأول فقط من الاسم، إذا كان لامرأة، مع نشرها اسم عائلتها.
وقبل أشهر قليلة نشرت “هاموديا” خبراً عن حادث سيارة قرب أحد الحواجز المؤدية إلى الضفة الغربية، وذكرت أن سببه “أشياء برية” من دون أن توضح القصد تماما من العبارة التي عنت بها خنزيراً برياً ظهر فجأة في المكان، وكان سبب على ما يبدو في الحادث. كما حذفت في إحدى المرات صورة كمبيوتر كان على طاولة اجتمع عندها 4 حاخامات.
السبب في حذف الكمبيوتر هو أن القيّمين على “هاموديا” من أكثر المعادين لاستخدام الحواسيب، مع أن لها موقعاً بالعبرية والإنجليزية على الإنترنت، وفي صفحته الرئيسية اليوم الخميس خبر موسع عن زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر مع صورة لاستقباله من قبل نظيره المصري محمد مرسي في المطار.
كما أصدرت Hamodia في 14 يوليو/تموز الماضي تعليمات صارمة حين كانت تدير مؤتمراً حول الإدارة في القدس المحتلة وطلبت من رجال الأمن منع النساء كافة، وبينهن المراسلات، من الدخول إلى مقر المؤتمر الذي تحدث فيه وزير المال الإسرائيلي ومدير أحد أكبر المصارف، وحين أصرت إحدى الصحافيات على الدخول نالها من العبارات ما لا يخطر على البال، فلاذت بالفرار.