أثار الاستقصاء الذي قامت به صحيفة “ذا صن” البريطانية الأحد 22 نوفمبر 2015 والذي أظهر أن واحداً من بين كل 5 مسلمين بريطانيين يبدي “تعاطفاً مع الجهاديين”، وابلاً من الانتقادات اللاذعة في بريطانيا.
وقد اتهمت المنظمات الإسلامية والقراءُ الصحيفة بالتلاعب بالألفاظ وبطريقة إبراز نتائج الاستقصاء الذي أجرته مؤسسة Survation، حيث استخدمت كلمات غامضة وغير ذات مدلول محدد في صياغة الأسئلة الموجهة لمسلمي بريطانيا، وفق ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
مؤسسة المعايير الصحفية المستقلة IPSO تلقت حوالي 1200 شكوى بشأن الاستقصاء حتى أمس الاثنين 23 نوفمبر 2015، وهو رقم قياسي في الشكاوى التي تلقتها المؤسسة منذ تأسسها العام الماضي.
وقد شجب الدكتور شجا شافي الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا –إحدى أكبر المنظمات الإسلامية في بريطانيا- هذا التلاعب والتزييف في نتائج الاستقصاء في حديث له مع الغارديان.
وأشار شافي إلى أن الأغلبية الساحقة في الجالية المسلمة البريطانية تمقت الإرهاب بدليل الاستقصاءات العديدة التي أجريت من قبل، والتي أظهرت عدم تجاوب المسلمين في بريطانيا في الإبلاغ عن الأشخاص الذين يثبت ضلوعهم في التخطيط لأعمال عنف.
وأضاف “إن العناوين المغرضة كتلك التي نشرتها ذا صن لا تزيد الأمور إلا سوءاً لأن خطة واستراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الكبرى تكمن في تقسيم مجتمعاتنا وذر بذور الخوف بين صفوف المجتمع. علينا ألا نلعب بنيران اللعبة ذاتها.”
كما ندد بعنوان صحيفة “ذا صن” ممثلون آخرون متحدثون باسم الجالية البريطانية المسلمة مثل ماجد نواز، رئيس مؤسسة كويليام لأبحاث مكافحة الإرهاب، وحمزة يوسف، الوزير في الحكومة الإسكتلندية، اللذين استنكرا الصحافة الرخيصة في صياغة العنوان المسيء وفي كتابة مقال مغلوط عن دراسة مغلوطة.
هذا وقد طالت الانتقادات كذلك الطريقة التي أجري بها الاستقصاء حيث عمدت Survation إلى إجرائه بالاتصال بشريحة مواطنين “ذوي أسماء عائلة إسلامية” بمساعدة خبير أكاديمي في تمييز الأسماء، وهي طريقة وصمتها مؤسسات استطلاعية منافسة بأنها غير فعالة في استخراج شريحة تمثل الجالية البريطانية المسلمة.
وكانت صحيفة “ذا صن” عرضت فكرة الاستقصاء بدايةً على مؤسسة YouGov التي عادة ما تعتمد عليها في إجراء استبياناتها، غير أن مؤسسة YouGov رفضت الاضطلاع بهذه المهمة.
وعلل متحدثٌ باسم المؤسسة ذلك قائلاً “إن إجراء سبرٍ لآراء الجالية البريطانية المسلمة في هذا الوقت العصيب من الأحداث المتلاحقة والحساسيات يتطلب وقتاً واعتناء وتكلفة تفوق ميزانية أي صحيفة.”
وكانت معظم الشكاوى قد وردت حول صياغة سؤالين أحدهما سأل المشاركين “هل تتعاطف مع الشباب المسلم الذي يغادر المملكة المتحدة للالتحاق بالمقاتلين في سوريا؟” حيث اعترض النقاد على الغموض في استخدام كلمة “تعاطف” وكلمة “المقاتلين في سوريا” لأن الأولى قد تؤول على أنها تأييد في حين أن المشارك يود التعبير عن “تفهمه الأسباب والدوافع”.
أما الثانية فتعبيرٌ مبهمٌ لا يحدد هوية المقاتلين في سوريا إرهابيين كانوا أم معارضين أم إنكليزاً يقاتلون داعش مع صفوف الكرد أم ماذا؟، حسب ما قاله بين بيدج المدير التنفيذي لمؤسسة إبسوس موري لاستطلاع الآراء.
في المقابل، دافع المتحدث باسم صحيفة “ذا صن” عن الاستطلاع، نافياً إساءة أي من المستطلعة آراؤهم لفهم السؤال المتعلق بالتعاطف مع المقاتلين وهوية هؤلاء المقاتلين.
وأضاف “بعض اليساريين يدعون أن استقصاءنا مغلوط ومسيء، لكن أرقام المتعاطفين مع الجهاديين التي خلصنا إليها كانت قد ظهرت في استبيانات أخرى أجرتها بي بي سي وسكاي نيوز بعد مجزرة شارلي إيبدو في يناير/كانون الثاني الماضي.”
صح