مضى الطفل السوري أسيد بوهو مع مجنديه في رحلة استغرقت أسابيع، من بلدته منبج شمال حلب إلى الموصل وصولاً إلى بغداد، مرتدياً حزاماً ناسفاً بإرادته ليتم وضعه أمام مسجد شيعي، غير أنه اتجه فور نزوله من السيارة إلى رجال الأمن حيث سلم نفسه، حسب ما روى في مقابلة مع “العربية”.
ولم يكن الطفل السوري أسيد بوهو ينوي في أي لحظة من اللحظات تنفيذ أوامر مجنديه حتى لو تسبب ذلك بمقتله.
ويفكر أسيد، الذي لم يتجاوز الـ14 من عمره، بوالدته محاولاً طمأنتها والتأكيد لها أنه سيعود إلى البيت الذي هرب منه عندما جنده تنظيم “داعش” في منبج، وأخذه إلى معسكر تدريب للمقاتلين في ريف حماة.
ويقول إنه عندما رأى تجاوزات يرتكبها مقاتلي “داعش”، قصد رئيس المعسكر الذي لم يكترث للشكوى، حيث توضحت هوية هذا التنظيم الإرهابي لأسيد.
بداية لم ينجح أسيد بالهرب من المعسكر بسبب الحراسة المشددة وعدم تردد الحراس بإطلاق النار على من يحاول الهرب أو الخروج. وتدرب على فنون القتال واستخدام السلاح على يد مقاتلين في التنظيم، وبعد 25 يوماً تقرر نقلهم إلى العراق.
واستغرقت الرحلة فترة طويلة من ريف حماة مروراً بمعقل التنظيم الرقة التي انطلقوا منها باتجاه الحدود العراقية حتى وصولهم إلى الموصل حيث شعر أسيد بأن الهروب والعودة إلى منزله لن يكون بهذه السهولة.
وعندما خير “داعش” المقاتلين بين المهمات القتالية والانتحارية اختار الطفل أن يكون انتحارياً، حيث خطط للهروب. فتبرع فوراً للذهاب إلى بغداد لتفجير نفسه من بين 22 مقاتلاً مجهزاً، وتم نقله إلى العاصمة العراقية مع مقاتل ألماني يدعى “أبو محمد الألماني” لتنفيذ عملية انتحاري.
وألبس مقاتل من “داعش” الطفل السوري حزاماً ناسفاً وزوده بمسدس لم يتقن استخدامه، وأنزله أمام مسجد شيعي في منطقة البياع في بغداد، ويقول أسيد “لقد رأيت أناساً عاديين يدخلون المسجد في وقت الصلاة.. هم ليسوا كفرة كما قال لنا مقاتلو داعش.. لذلك لن أفجر نفسي حتى لو قتلوني”.
وتوجه الطفل إلى رجال الأمن الموجودين قرب المسجد ليريهم الحزام الناسف الذي يلبسه وسلم مسدسه، وتم تأمينه من قبل رجال الشرطة العراقيين.
وتقول السلطات العراقية إن أسيد سيعامل كحدث على أن يؤخذ بعين الاعتبار أنه لم يقم بعملية التفجير وبادر برغبته في تسليم نفسه للسلطات.
الله محيي هيك شباب
كان طفلاً لكن الظروف الصعبة حولته الى رجل بكل معنى الكلمة الله يحميك و يردك لأهلك سالم غانم