انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمهاجر سوري مسن داخل قطار في إحدى المدن الألمانية.
وتظهر في الصورة معالم حزن عميق على وجه ذلك المسن، تشرح أنين آلامه بعد الحرب التي عصفت ببلاده منذ أكثر من 5 سنوات.
صورة تؤكد أن قرار اللجوء عند السوريين لم يكن بالسهل، كما أن رحلة اللجوء تلك كانت رحلة موتٍ لفّتها المخاطر وليست كما يظنها البعض “رحلة رغيدة”.
ويبدو اللاجئ المسن في الصورة وهو سارحٌ حزين، تدور في خلده أفكار كثيرة وسؤال واحد: ما الذي أتى به إلى هنا؟ فألمانيا ملاذه من ويلات الحرب لكنها لم تكن يوماً الأرض التي ينتمي إليها. هذا اللاجئ المسن يرى سوريا مع كل دقيقة تمر عليه في غربته، يحلم معها بعودة قريبة لبلدٍ يحمل كل شبر فيها ذكرى حفرت في قلبه وروحه وتركها وراءه ليحيا دون قذائف مميتة وبراميل متفجرة وضربات كيمياوية تقتل روحه.
بدأت رحلة لجوء السوريين عندما قرر بشار الأسد أن يقتل حلمهم بدولة حرّة ديمقراطية تسودها حياة اجتماعية عادلة، حين ردّ على مظاهراتهم السلمية بالرصاص الحي فقتل من قتل وشرد من شرد. إلى أن وصل عدد اللاجئين السوريين اليوم حول العالم ما يقارب 14 مليون سوري، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان البالغين قبل الحرب 23 مليونا.
ليبقى القول إن السوريين هربوا من جحيم الحرب في بلادهم وويلاتها ليعيشوا مرارة اللجوء وعذاب الغربة، منتظرين ضوء أمل ضعيف يبشّر بفرجٍ قريبٍ لقضيتهم.