تشهد الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الكثيرون لأغراض اللهو واللعب شيوعاً كبيراً وانتشاراً سريعاً في العديد من دول العالم، في الوقت الذي تسبب انتشار هذا النوع من الطائرات الصغيرة بحالة من الذعر والهلع في أوساط الطيارين وشركات الطيران العاملة في مطار “هيثرو” بالعاصمة البريطانية، وهو أكبر مطار في العالم، بسبب كونها تمثل تهديداً لطائرات الركاب التجارية، وهو ما يمكن أن يؤدي مستقبلاً لحوادث كارثية.
ويقع مطار “هيثرو” في غرب لندن قريباً من مناطق سكنية مكتظة، في الوقت الذي تتيح القوانين في بريطانيا استخدام الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم بها عن بعد دون الحاجة إلى أي ترخيص، شريطة ألا تحلق على ارتفاع يزيد على 500 قدم، وهو ما لا يشكل خطراً بالمطلق على الطائرات التجارية في الجو، لكنه يمثل مشكلة للطائرات خلال قيامها بعمليات الإقلاع والهبوط، حيث من الممكن أن تكون عند مستويات متدنية.
وتبين من تقرير بريطاني سربت مضمونه جريدة “التايمز” أن هذه الطائرات بدون طيار التي تشهد رواجاً في بريطانيا منذ عدة شهور قد تشكل تهديداً جدياً لطائرات ركاب تجارية، وتحديداً الطائرات من طراز (A320) التي تقل عادة ما يصل إلى 180 راكباً.
وتشهد الطائرات بدون طيار التي يتحكم بها الأفراد عن بعد رواجاً كبيراً في بريطانيا منذ شهور بسبب الهبوط الكبير في أسعارها، حيث أصبح سعر الواحدة منها يصل إلى 30 جنيهاً إسترلينياً (50 دولاراً)، فيما يتم استخدام غالبية هذه الطائرات في أعمال إضافية تستقطب الهواة، مثل التصوير، إذ طرحت العديد من الشركات طائرات محمل عليها كاميرات تستطيع التقاط المشاهد من الجو، وبأسعار منخفضة نسبياً.
وأصدرت سلطة الطيران المدني في بريطانيا تحذيراً قالت فيه “إن مشغلي الطائرات بدون طيار ربما لا يتوخون المخاطر الجدية التي قد يتسببون بها، بما في ذلك تعريض العامة للخطر”.
وبحسب تقرير حط على مكاتب إدارة مطار “هيثرو” في لندن وتمكنت جريدة “التايمز” من الوصول إلى مضمونه فإن طياراً كان يقود طائرة تجارية من طراز (A320) تمكن من التقاط طائرة مدنية بدون طيار وهي تحلق على ارتفاع 700 قدم مساء يوم 22 يوليو الماضي، فيما لم تتمكن السلطات في بريطانيا من تحديد هوية صاحب الطائرة التي تبين أنها غير حاصلة على أية تراخيص ولا تحلق ضمن النظام الجوي الذي تشرف عليه سلطات مختصة.
وكانت شركة “أمازون” أعلنت مؤخراً أنها ستبدأ تجريب الطائرات بدون طيار في عمليات توصيل الطلبات إلى زبائنها الذين يقومون بالشراء من خلال موقعها على الإنترنت.