ربما لا يمر يوم بدون قنابل وانفجارات في مصر، لدرجة أنها أصبحت جزءا من حياة المصريين، ومع انتشار المتفجرات في طول البلاد وعرضها، أصبح المصري البسيط خبيرا في تفكيك القنابل ومعرفة محتويات العبوات الناسفة، ويفرق بين القنبلة الناسفة والعبوة الهيكلية، ولم تخلُ مشاهد العثور على قنابل في مصر من اللقطات الكوميدية و”الإفيهات” التي يتميز بها المصريون.
أصبحت أصوات التفجيرات جزءا من حياة المصريين، بل صارت أمراً روتينياً ألفوا سماعه عدة مرات، فلم يعد يزعج الأطفال بسبب تكراره، لدرجة أن بعض المصريين باتوا خبراء في المتفجرات، يستطيعون ببراعة معرفة محتوى الجسم المتفجر بناءً على سماع صوته، وتحديد ما إذا كانت عبوة ناسفة أم قنبلة، بل وصل الأمر إلى تقمص البعض لدور ضباط المفرقعات وإبطال مفعول القنابل والأجسام الغريبة في مشاهد اكتست بالطابع الكوميدي، والتي لا يمكن مشاهدتها في مكان آخر غير مصر، تأخذ من السخرية سلاحا لمواجهة التحديات حتى ولو كانت قنابل قاتلة.
في محافظة الغربية، الواقعة غرب العاصمة، عثر المواطنون على عبوة ناسفة على شريط السكة الحديد، وأبلغوا الشرطة وخبراء المفرقعات، وعندما تأخرت الأجهزة الأمنية، حمل بعضهم العبوة الناسفة، وتوجهوا إلى ضباط المفرقعات وتركوها لهم، وعادوا إلى حيث أتوا.
وفي لقطة عجيبة، اقترب أحد المواطنين من قنبلة عثر عليها في القاهرة ليرى بنفسه طريقة تفكيكها، ولم يخش على حياته التي ربما يفقدها لو انفجرت القنبلة، وإنما خشي من صوت الانفجار المزعج، فوضع يديه على أذنيه.
ومن المشاهد الغريبة، التفاف عشرات المواطنين حول أي عبوة ناسفة عند العثور عليها وكأنها “وليمة”، رغم التحذيرات الأمنية، بل إن بعضهم يلتقط صور “سيلفي” مع القنابل قبيل وصول خبراء المفرقعات.
المشهد الأبرز أن كثيرا من “جمهور القنابل” يسرع في الاتصال بزوجته ليخبرها أنه في مكان العثور على قنبلة، ويبلغها بميعاد الانفجار ومكانه حتى تشاهد زوجها في التلفزيون و”تليفونه” على أذنه يتحدث إليها.
وفي أحد المشاهد الطريفة قام أحد ضباط الشرطة بملاحقة “حمار” اقتحم الكردون الأمني قبيل انفجار قنبلة بثوان، كما أن أحد المواطنين عثر على عبوة ناسفة فوضعها في إناء به ماء ليبطل مفعولها.