في منطقة تونا الجبل التابعة لمدينة لملوي بمحافظة المنيا جنوب مصر، بنى عميد الأدب العربي #طه_حسين منزلا له بجوار مقبرة تقع هناك.
اندهش البعض من سبب إقدام عميد الأدب العربي على ذلك، بل زادت دهشتهم عندما زار #الملك_فاروق ملك #مصر وقتها المنزل والمقبرة، وكان الأمر الأكثر دهشة هو قيام عميد الأدب العربي باستقبال الفنانين وكبار الصحافيين المصريين والأجانب في منزله بتلك المنطقة النائية، وقيامه بشرح قصة حياة صاحبة المقبرة لهم.
تفاصيل القصة كما يرويها فرج عبد العزيز مدير مكتب تنشيط السياحة بتونا الجبل لـ”العربية.نت”، أنه في العام 1930 وعندما كان عميد الأدب العربي وابن محافظة المنيا طه حسين عميدا لكلية الآداب جامعة القاهرة، طلب منه عديله سامي جبره المهتم بالتراث والتاريخ البحث عن مقبرة لفتاة يونانية خلدت قصتها كتب التاريخ اليوناني، وأخبره أن الأبحاث والدراسات كشفت أن تلك المقبرة تقع بمنطقة تونا الجبل، وتبرع الدكتور طه حسين بمبلغ 500 جنيه، وكان مبلغا ضخما في ذلك الوقت للحفر والتنقيب حتى تم اكتشاف المقبرة بالفعل.
ويضيف عبد العزيز أن صاحبة المقبرة هي الأميرة اليونانية وايزادورا ابنة حاكم #مصر اليوناني، وكانت تعشق ضابطا مصريا ورفض والدها تزويجها منه، فهربت من قصر والدها وانتحرت بإلقاء نفسها في النيل، وبعد أيام عثرت حاشية والدها على الجثة فبنى لها مقبرة أمام المكان الذي ألقت نفسها منه.
الحاكم اليوناني دون على المقبرة كلمات مؤثرة اكتشفها الباحثون بعد العثور عليها حيث كتب يقول “أيتها الصغيرة الجميلة أيتها الطيبة البريئة والزهرة الناضرة التي ذبلت في ربيع العمر يا ملاكي الطائر الذي رحل دون وداع”.
ويقول عبد العزيز إن الحاكم اليوناني كان يقوم كل يوم خميس بزيارة المقبرة وإيقاد الشموع وإطلاق البخور، مضيفا أن القصة برمتها أعجبت عميد الأدب العربي وزاد من إعجابه بها أنها وقعت بالقرب من مسقط رأسه في محافظة المنيا، لذا قرر بناء منزله على بعد 500 متر من المقبرة، وكان يدعو إليها كبار الفنانين والكتاب والصحافيين والشخصيات العامة والوزراء.
ويضيف أن الملك فاروق ملك مصر وقتها زار المنطقة والمقبرة، كما زارها عدد من رؤساء العالم وملوكها، والفضل لعميد الأدب العربي الذي سلط الأضواء عليها وخلدها ببناء منزل له بجوارها.