بكى أفراد عائلة عراقية حنانا وتأثرا بعملية “لم شمل” جمعتهم ثانية بهر عزيز عليهم، بعد أن ضاع وتقطعت به السبل وهم في طريقهم بنوفمبر الماضي لطلب اللجوء في أوروبا، عبر اليونان.. بكت الأم، ومعها بكى بعض أبنائها الخمسة فرحا بعثورهم على “كونكوش” الذي وصل خبر تأثرهم الغريب بعودته إلى وسائل إعلام بلغات متنوعة حتى في أقاصي المعمورة.
قصة “كونكوش” قصيرة بمعلوماتها، وملخصها أن العائلة التي هربت من الموصل بعد أن غزاها “داعش” في 2014 وسيطر عليها، تنقلت في تركيا التي انتظرت فيها فرصة لتغادر إلى أوروبا، وجاءت الفرصة بإبحارها مع طالبي لجوء آخرين على متن قارب مطاطي، وصل بهم إلى جزيرة “ليزبوس” اليونانية، وفيها حدثت فاجعة عائلية: ضاع “كونكوش” وسط فوضى حلول 100 ألف طالب لجوء بالجزيرة، فنشط أفراد العائلة الحزانى، بحثا عنه بكل وسيلة، لكن الرياح هبت على غير ما تشتهيه سفينة الهر وسفينة العائلة معا.
بعد أيام ظهر في قرية قريبة من حيث تاه وضاع، إلا أن العائلة العراقية كانت قد غادرت الجزيرة، من دون أن يعرف أحد الى أين مضت، فيما قام العاثرون على الهر بتسليمه بعد أن سموه Dias الى مركز رعاية بيطرية في الجزيرة التي كانت فيها ناشطة ألمانية بالرفق بالحيوان، وهي التي نراها في الفيديو، وتظهر فيه وهي تنقله معها الى حيث تقيم في العاصمة الألمانية برلين، وهناك بدأ ماراتون شاق بحثا عن أصحاب الهر الضائع.
وقبّلته بين عينيه ووضعته في حضنها
ومن النرويج التي حصلت فيها العائلة على حق اللجوء، وصل للباحثين عن أصحاب الهر خبر أسعدهم قبل أيام، وهو أن العائلة هي صاحبة “كونوش” الضائع، فأرسلته إليها منظمة ألمانية للرفق بالحيوان، نقلا عن موقع مجلة The Dodo الأميركية، المتخصصة بشؤون الحيوان.
القيّمون على ذلك الموقع، كانوا أكثر من اهتم إعلاميا بقصة “كونكوش” الغالي على القلوب اللاجئة، إلى جانب الإعلام النرويجي طبعا. أما الإعلان الذي نشروه فيه بلغات عدة، منها العربية، كما نشروه أيضا في حساب “فيسبوكي” خصصوه باسم Reunit Dias للهر، فساعد أيضا بالعثور على العائلة، وجدت طريقها في اليومين الماضيين إلى وسائل إعلام نرويجية بشكل خاص، كما وعالمية روت قصة “كونكوش” المثيرة للبكاء والتأثر الذي قد يبدو غريبا للبعض وعاديا لبعض آخر.
في الفيديو الذي انفردت صحيفة “الغارديان” البريطانية ببثه في موقعها أمس، ويروي باختصار مراحل التيه الذي عاشه القط في اليونان وألمانيا، وما حل من عذاب الفراق على العائلة في النرويج، نرى الأم ونسمعها تبكي حين وصل إليها “كونكوش” بالطائرة من ألمانيا، ونجدها تبكي وتتأوه وتخاطبه “يا حياتي.. يا حبيبي” وقبلته بين عينيه، ثم جلست في صالون البيت وهو بحضنها، ومن حولها أولادها الخمسة سعداء مثلها بهر أصبح محسودا على مستوى دولي.
يارتني كنت كونوش.مدلع عالآخر