يوم الجمعة الماضي كان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير، يتناول العشاء مع عائلته وبعض الأصدقاء في مطعم “ترامشد” الشهير بمشويات اللحم البقري وتوابعه، حين حدث ما كهرب أعصابه ونغّص عليه اللقمة: عامل في بار المطعم اقترب منه فجأة ووضع يده على كتفه، كما تفعل الشرطة تماما، وأخبره بأنه يعتقله عملا بعرف قانوني غير مكتوب، ومعروف شعبيا في بريطانيا باسم Citizen’s arrest منذ ساد فيها زمن القرون الوسطى.
وأخبره العامل تويغي غارسيا بسبب اعتقاله، وقال: “هذا اعتقال مواطن مرتكب لجريمة ضد السلام.. أعني قرارك بشن هجوم غير مبرر على العراق” على حد تعبيره وسط دهشة سادت على وجوه زبائن ظن معظمهم أن بلير وقع فعلا في قبضة القضاء. وحاول بلير المتلعثم قلب المناخ المحرج بالدخول في حوار مع عامل البار، في حين أسرع ابنه ليطلب النجدة من أمن المطعم، أو ربما من الحرس المرافقين لأبيه، ممن كانوا عند باب المطعم ينتظرون خروجه.
وراح يتحاور مع من حاول اعتقاله.
لكن غارسيا غادر المطعم بعد حوار سريع مع بلير، وقبل عودة ابن الأخير بالحرس “تجنبا لأي مشاكل” طبقا لما نقلته مجلة “فايس” البريطانية في عددها الصادر أمس عن تويغي الذي أجرت معه مقابلة طالعتها “العربية.نت” وفيها ذكر أنه فعل ما فعل تأثرا بما قرأه في موقع يحرض البريطانيين “أون لاين” على إلقاء القبض على بلير، بموجب “اعتقال مواطن” وبتهمة معاداة السلام.
وموقع arrestblair.org يحرض سلميا على اعتقال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ويعرض جائزة حتى للمحاولين اعتقاله، طبقا لما طالعت “العربية.نت” حين تجولت فيه، حيث يشرح لزواره الكثير مما يتعلق بتهمة معاداة السلام، وفي باب آخر يشرح “جرائم بلير” وما ارتكبه مما يخالف القانون برأي القيّمين على الموقع. كما يشرح قانون “اعتقال المواطن” قائلا إن على ملقي القبض عليه أن يشرح له تفاصيل القانون ساعة وضع اليد عليه، وهو ما فعله غارسيا، المعتبر الآن خامس من حاول اعتقال بلير ولم يفلح.
ذكر غارسيا للمجلة أنه حين أبلغ بلير باعتقاله، تابع وقال له: “أنا أدعوك لترافقني إلى مخفر الشرطة لتجيب عما نتهمك به”. ورد بلير سائلا: “كلا، ألا ينبغي عليك أن تكون قلقا على سوريا” ؟ فأجابه بما معناه: “يمكنني التوجه إليك بما هو في تناولي فقط”. وعاد بلير وسأله: “ألا توافق بأن صدام كان دكتاتورا وطاغية من الواجب إزاحته عن السلطة”؟ فأجب غارسيا: “ولكن ليس بحرب غير شرعية” عندها راح بلير يذكره بالضحايا العراقيين في الثمانينات” حين شعر غارسيا فجأة بضرورة مغادرته المطعم قبل عودة ابن بلير مع الحرس.