بعد خمسين عاما من الاختباء في 9 أعداد من مجلة الرائد قرر الكاتب السعودي الدكتور عبدالله مناع إعتاق روايته “الشابة” التي كتبها أيام الجامعة في مصر، بعد قصة حب من طرف واحد لزميلته سميحة.
وانتقد الدكتور عبدالله مناع المناخ الثقافي السعودي، مشيراً إلى أن روايته ما كانت لترى النور لو قرر أن ينشرها في داخل السعودية، مع أنه نشرها في مجلة الرائد التي صدرت في السعودية في الستينات الميلادية، بسبب كونها قصة حب بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، ولذلك نشرها في مصر ولبنان.
نشر عبدالله مناع روايته “على قمم الشقاء” في عام 2013، عن دار التنوير في لبنان ومصر، وكانت نشرت قبل خمسة عقود في مجلة الرائد التي كانت تصدر في جدة في فترة صحافة الأفراد – بين عامي 1960 – 1961، وتتحدث عن علاقة حب بين مبتعث سعودي وفتاة مسيحية.
بداية القصة في الإسكندرية
في عام 1960 كان عبدالله مناع طالبا في جامعة الإسكندرية، ولأن الحياة تمنح أكثر من خيار في الوقت نفسه فقد بدأ في مشواره الجامعي وعثر على حبيبته أيضاً، لكنها إلى اليوم لا تعلم شيئا عن مشاعر زميلها في ذلك الحين.
حين سألنا الدكتور عبدالله عن سميحة، زميلته في قاعة المشرحة آنذاك، وما قد يحدث لو وصلت الرواية إليها، ضحك عبدالله مناع قبل أن يعلّق بأنه “سيكون أمام تحدٍّ وربما يخسرها أو قد تغضب، لأن الرواية في أحد أشكالها ملف جنائي، وأنه في الوقت نفسه يقيد الأشخاص في إطار زمن الحكاية القديم”.
الرواية نشرت كما هي قبل 50 عاما
“العربية.نت” سألت الأديب عبدالله مناع هل يعتبر نشر الرواية بعد كل هذا الوقت بعثاً لها من جديد، أم إحالة للتقاعد؟ فقال إن “نشر الرواية في هذا الوقت كان بتحريض من الأصدقاء وبمساعدتهم، ولم يحدث أي تغيير على شكل الرواية ولكن أضيفت مقدمة للرواية بسبب أن زمن الرواية يعود للخمسينيات”.
كما علق الدكتور عبدالله على إذا ما كانت هذه الرواية سيرة ذاتية طالما أنه جزء من الحكاية وبطلها وكاتبها، بقوله: “الحكاية في أصلها ترتكز على حقيقة، وفي امتدادها تعتمد على خيال الكاتب، مشيرا إلى علاقة افتراضية مع زميلته التي لم يكلمها أبدا رغم إعجابه بها في ذلك الحين”.
وحين سألناه: لو أن الزمن الذي لا يعود.. يعود؟، ولو نشر هذه الرواية الشابة قبل خمسين عاما، هل كان ذلك ليحوله إلى روائي أجاب: محصلة هذه التجربة، وكل التجارب التي سبقت هي الحسنة التي كانت تعزز فيني طيلة الوقت يقيني بأنني كاتب.