“الأكل السريع” – هذا الاختراع الأميركي الذي يلام لدوره في زيادة بدانة الأميركيين – يواجه الآن تحديات كبيرة، فنسبة نمو مطاعم الأكل السريع في الولايات المتحدة، مثل ماكدونالدز، في انخفاض، في الوقت الذي يبحث فيه المستهلك الأميركي على “تجارب” غذائية مختلفة.
إحدى هذه التجارب هي “عربات الأكل” تراها أثناء أيام الأسبوع حول جميع الحدائق العامة في العاصمة واشنطن وفي الكثير من المدن الأميركية. عشرات المطاعم المتنقلة التي يصطف أمامها الزبائن بصبر لتذوق مختلف أنواع الطعام: من الأكل البيروفي إلى الشرق أوسطي إلى المكسيكي، وصولاً إلى العربات التي تختص بالبسكويت.
يعود انتشار هذا النوع من المطاعم – إن صح التعبير- إلى عام 2010، حيث لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تنبيه المستهلكين إلى مواقع العربات بشكل يومي.
الآن، يقدر عدد هذه المطاعم المتنقلة بأكثر من أربعة آلاف حول الولايات المتحدة، بمبيعات تتجاوز مليار دولار في السنة.
لكن العربات تعتبر فقط مثالاً واحداً على المطاعم التي تقدم طعاماً سريعاً ورخيصاً، لكن بنفس الوقت مصنوع باليد، طازج ومحلي.
كيرت فرانسيس، الذي أسس قبل ثلاث سنوات عربة البسكوت “كابتين كوكي”، يقول إن “الظاهرة تعبر عن تغيير في التوجهات الغذائية الأميركية، وإن هناك دائماً رغبة في الحصول على الأكل بشكل سريع في المدينة، لكن تاريخياً تركز ذلك في سلسة المطاعم العملاقة. العربات، بعكس ذلك: فصاحبها هو الطباخ والسائق، فأنت تعرف من أعد الطعام. و تعرف أنه أعد الطعام صباح ذلك اليوم”.
الخانة الغذائية الجديدة هذه “فاست كاجوال” يمكن اعتبارها مطاعم الغذاء الصحي السريع، وأفضل من يمثلهُا في واشنطن هو مايك لينورد، الذي افتتح عام 2010 عربة أكل متنقلة تقدم مزيجاً من الطعام المكسيكي – الكوري سماها “تاكوريان”.
طباخوه يستخدمون أساليب مكسيكية تقليدية في إعداد الطعام، لكن بنكهات كورية. هناك مثلاً “تورتيا”، أو رغيف الخبز المكسيكي المصنوع من الذره والذي يتم حشوه بالدجاج وتقديمه مع مخلل الملفوف والجزر المجروش الكوري. هناك سلطات خضراء يتم إضافة “التوفو” المصنوع من الصويا إليها.
الآن يمتلك لينورد ثلاثة مطاعم تقدم الوجبات نفسها.
ويقول لينورد: “نقدم طعاماً مصنوعاً من محتويات طبيعية طازجة. نحن نعتمد على عناصر أساسية من البقوليات والحبوب الكاملة والخضار. يتم طبخ الأكل في اللحظة التي تأتي فيها، بعكس الطعام السريع الذي يعتمد على محتويات مجمدة”.
بالإضافة إلى كل هذا فمذاق الأميركيين تغير. فهم أكثر استعداداً لتناول طعام مختلف من ثقافة أو ذوق مغاير، وفق لينورد. والآن تتنافس مطاعم الغذاء الصحي السريع مثل “تاكوريان” مع مطاعم الأكل السريع التقليدي. نسبة نمو الخانة هذه هي 12%. مبيعاتها وصلت إلى 30 مليار دولار العام الماضي، الأمر الذي يجعلها الخانة الأكثر نمواً بين المطاعم في الولايات المتحدة.