العربية.نت- تميز “إقدام رشيد خضير” الشاب الهارب من جحيم العنف الطائفي في العراق إلى السويد، بأنه قام بتحويل مهنة صياغة الذهب يدوياً والتي هي مهنة آبائه وأجداده من طائفة الصابئة المندائيين إلى فن راق وفرع تعليمي يدرسه الطلاب في إحدى الأكاديميات السويدية.
ويمتاز إقدام (42 عاما) والمولود في بغداد بأنه شق طريقه بسرعة نحو الاندماج في المجتمع السويدي لدى وصوله عام 2008 واستطاع من خلال تقديم إبداعاته وإنتاجه أن ينال اهتمام الصحافة السويدية والأوساط الأكاديمية في مجال صياغة الذهب.
وتمكن خلال فترة وجيزة من تعلم اللغة السويدية، وإيجاد عمل بمجال مهنته، وتمكن من إثبات تفوقه في فن صياغة الذهب والمجوهرات وحصل على شهادة أكاديمية فيها، ثم أصبح أول مدرس لها منذ عام 2013 في أكاديمية “بوستاد” المهنية بجنوب السويد.
وأقامت الجمعية الأوروبية للتنمية البشرية ومقرها في مالمو جنوب السويد فعالية حضرتها “العربية.نت”، استضافت خلالها هذا الفنان الذي استعرض مراحل عمل صناعة الذهب والمجوهرات وشرح كيف نقل الصياغة اليدوية الشرقية للذهب والمجوهرات إلى السويد وحولها إلى شهادة جامعية حيث تخرج على يده العديد من الطلاب السويديين.
مهنة تعلمها حين كان مراهقاً
وفي لقاء مع “العربية.نت” قال إقدام رشيد خضير “إنه تعلم هذه المهنة حين كان عمره لا يتجاوز الـ 15 سنة، إذ ينتمي إلى الطائفة المندائية التي يمتهن أغلب أبنائها صياغة الذهب والمجوهرات.” وأضاف: “منذ طفولتي اعتدت مراقبة الصاغة خصوصاً في شارع النهر، وكنت أقف مبهوراً أمام قدراتهم في ممارسة هذا الفن الراقي، وكنت أطمح لأكون يوماً ما واحداً منهم. وعبر الزمن، بدأت بتجميع معلوماتي وتطوير خبراتي في الصياغة وتمكنت من تعلمها تدريجياً من خلال أحد أقاربي والآن تمر 29 عاماً على ممارستي لهذه المهنة”.
ويعتقد خضير أن “صياغة الذهب اليدوية تحولت من مهنة إلى فن، من حيث استخدام التصاميم والنقوش والنحوت وغيرها من الفنون”. وقال: “إن هذا الفن من الفنون العريقة التي لا تموت، وإن الركود في تطور هذا الفن يعود للوضع الاقتصادي العالمي، وهو وضع مؤقت، فما إن يتحسن الوضع الاقتصادي حتى يعود الانتعاش للفنون ومن ضمنها الصياغة اليدوية”.
سر النجاح
كما استفسرت “العربية.نت” عن سر نجاح إقدام في الحصول على شهادة وتحويل هذه المهنة كفرع يدرس في الأكاديمية، فأجاب: “من خلال مشروع البحث عن فرص العمل المخصص للأجانب، التقيت مع أولي بيدال (Ole K Bydal) وهو فنان نرويجي مشهور مقيم في السويد وقد اطلع على خبراتي في الصياغة والتصميم، فحصلت أولاً على فرصة للاختبار لمدة شهر ومن ثم تم تمديدها لشهر ثان، وبعدها نلت إعجاب أستاذي فحصلت على عمل في مجال تعليم هذه المهنة”.
وأضاف: “مارست خلال عملي عملية التخريم، وهي قطع السبائك المعدنية ونشرها بمنشار رفيع جداً لا يتعدى نصف المليمتر، وتحتاج إلى الكثير من الخبرة والتأني والصبر والعمل بدقة متناهية، ونفعتني سنوات التمرين السابقة وقد قدمت من خلالها إبداعات كثيرة”.
وهكذا استطاع إقدام رشيد خضير الهارب من الحروب في بلد عربي أن يتحول إلى مبدع ومدرس لفن صياغة الذهب اليدوية وأن يشارك في مختلف المعارض الدولية والمحلية ويتحول إلى نموذج للمهاجر الناجح بوقت قصير.
جمعية تدعم المواهب
وفي تصريح لـ”العربية.نت” قالت قدرة الهر رئيسة الجمعية الأوروبية للتنمية البشرية عقب تقديمها هدية تكريم لخضير: “إن الجمعية تدعم مختلف المواهب والطاقات وحتى المهاجرين الذين لديهم مشاكل مع المجتمع الجديد، في سبيل تسهيل اندماجهم بالمجتمع عن طريق الانفتاح على كل الثقافات والأشخاص، بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الديني أو السياسي أو المناطقي”.
مبروك الك الشهادة
وعلى الحكومة السويدية اعطاء الشهاات لكافة ابناء الطائفة
من رجال ونساء ومن عمر ال 7 سنيين ايضا
لان نحن نذهب مع ابائنا الى ورش الذهب والنحت والزخرفة من وحنا صغار
لذالك نمتهن الحرفة من ونحن صغار
الطائفة الذهبية والماسية عمرها ماتنتهي وتبقى شامخة حتى وان نزل اقتصاد العالم
نحن الممول الوحيد له