أضرم عربي أهوازي من مدينة محمرة الأهوازية النار في جسده أمام مقر بلدية المدينة، الأحد، احتجاجاً على تدمير دكته لبيع الفواكه.
وقد انتشر الخبر كالنار في الهشيم بالأوساط الإعلامية والحقوقية الإيرانية
وأفادت تقارير صحافية أن “مأموري بلدية مدينة المحمرة (خرمشهر) قاموا أمس السبت بإزالة دكة يونس عساكرة البالغ من العمر 34 عاماً، وبهذا قضوا على مصدره الوحيد لإعالة أسرته المكونة من 7 أشخاص، فلم يجد أسلوباً للاحتجاج إلا إضرام النار في نفسه، ليوصل صوته إلى العالم تقليداً لطريقة الشاب التونسي البوعزيزي”.
وكان التونسي البوعزيزي أضرم النار في جسده في ديسمبر2010 أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وتحولت وفاته إلى شرارة أطلقت الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وحسب تقارير، فقد أضرم على الأقل 50 مواطناً عربياً النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة تقليدا لاحتجاج البوعزيزي.
وقد نقل يونس عساكرة إلى مستشفى “طالقاني” في المحمرة وبلغت الحروق في جسده 70 بالمائة .
وقامت سلطات البلدية بإزالة عربات ومنصات بيع الخضار والفواكه في مدينة المحمرة، تمهيداً لزيارة سنوية تقوم بها قوافل حكومة للمناطق التي شهدت أحداث الحرب العراقية الإيرانية، وكانت مدينة المحمرة شهدت معارك طاحنة في تلك الحرب.
وقال الناشط الحقوقي العربي الأهوازي كريم الدحيمي لـ “العربية.نت”: للأسف إن منطقتنا تشهد بين الحين والآخر مثل هذه الأحداث، لأن الشعب العربي بالأهواز يعاني من الفقر والحرمان الناتج عن التمييز الصارخ الذي يمارس بحقه في مجال التوظيف وفرص العمل والخدمات الحكومية من قبل السلطات، وبالمقابل يتم جلب موظفين من المناطق الفارسية ويتم منحهم فرص العرب أولى بها من غيرهم وهكذا لم يبق أمام السكان الأصليين إلا مزاولة أعمال من قبيل بيع الخضار والفواكه على العربات والمنصات لتغطية ما يمكن تغطيته من مستلزمات العيش.
واعتبر كريم الدحيمي أن “هذا ليس اتهاماً فارغاً للنظام بل إن شريف حسيني، أحد مندوبي الاقليم في البرلمان الإيراني، اعترف بأن أغلبية الموظفين والعمال يتم جلبهم من الأقاليم الأخرى بدلاً من توظيف الأهالي العرب”.
يذكر أن إقليم الأهواز أو عربستان أو الأحواز يؤمن 75% من إيرادات إيران النفطية والغازية و35% من المياه الصالحة للشرب والزراعة وبه 15 سداً مائياً، كما يحتل موقعا استراتيجياً على الضفة الشرقية للخليج العربي.
وتعود أصول العرب الذين يسكنون الإقليم، ويتراوح عددهم بين 5 إلى 6 ملايين نسمة لقبائل عربية أصيلة، أكبرها بني كعب وبني طرف وربيعة وكنانة وآل خميس بني تميم وبني أسد وخزرج.