تحمل الصور التي جمعت ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومارك زوكربيرغ رئيس شركة فيسبوك، دلالات لافتة تشير إلى طبيعة عالم اليوم المتغير وآفاق المستقبل الذي يقوده الشباب سياسياً واجتماعياً أو اقتصادياً وتقنياً.
في واحدة من هذه الصور يظهر الأمير محمد بن سلمان الذي يقود تحولاً وطنياً، ويؤسس لسعودية ديناميكية وحديثة في حديث ودي مع زوكربيرغ الذي غيرت شركته مفهوم الاتصال والتواصل في عالم اليوم.
وفي صورة أخرى يظهر الأمير محمد وهو يرتدي نظارات الواقع الافتراضي، وفي صورة ثالثة تلتقطها الكاميرا أثناء الجولة داخل أروقة الشركة في وادي السيليكون حيث مقر أكبر شركات التقنية في العالم. وشهدت الزيارة مباراة حماسية بين الأمير محمد وزوكربيرغ في لعبة “البينغ بونغ”.
في الاجتماع، تمحور الحديث حول سبل التعاون والشراكة، وكذلك عن الرؤية التقنية التي تلعب الدور الأكبر في تشكيل صورة المستقبل على كافة المستويات.
الأمير محمد وزوكربيرغ من جيل واحد، واللباس الشبابي البسيط والأحاديث الودية التي تشبه أحاديث الأصدقاء تعكس بلا شك العقلية المشتركة التي يفكران بها، فولي ولي العهد السعودي يقود حكومة شابة، وقائد مشروع التغيير والتحديث في السعودية من خلال رؤية 2030، ومشروع التحول الوطني٢٠٢٠ الذي يؤسس لسعودية تتنوع فيها مصادر الدخل وتخرج من حالة الإدمان على النفط، كما عبر عن ذلك في حواره مع قناة “العربية”.
وخلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الأميركية، عكست الاتفاقيات مع شركات عملاقة، مثل سكس فلاغز وسيسكو وداو كيميكال وغيرها، ملامح عن رؤية الأمير الشاب لسعودية عصرية ديناميكية ورقمية.
من جهة أخرى، فإن الفكرة الخلاقة لزوكربيرغ حينما كان طالباً في جامعة هارفادرد التي كانت تهدف إلى ربط طلاب الجامعة بعضهم ببعض لم تكن تقليدية وخرجت على المألوف. حققت نجاحاً واسعاً، وتحولت بعد وقت قصير إلى” فيسبوك”، العالم الذي يسكنه اليوم أكثر من مليار ونصف مواطن افتراضي.
صور الأمير الشاب ورئيس الشركة الشاب تجعل المرء يتجاوز كل الأفكار الكلاسيكية والصفات الرسمية، ويركز على قوة الأفكار الشبابية الخلاقة والمبدعة في الاقتصاد والتنمية والتقنية. بدأت من أفكار شجاعة وطموحة وغير تقليدية، وتحولت إلى مشاريع ناجحة وعملاقة لم يتخيل الكثيرون أن تتحقق على أرض الواقع.