الحياة- خلال فترة الثورة السورية التي بدأت منذ سنوات ثلاث، حاولت مجموعات كثيرة من الشباب تقديم خطاب إعلامي جديد، يختلف عن خطاب السلطة الذي عاشت سوريا تحت وطأته منذ عقود أربعة.
استطاعت بعض هذه المحاولات أن تحقق نجاحاً معقولاً، سواء على صعيد الصحافة المكتوبة أو قنوات يوتيوب أو إنتاج السينما الوثائقية والتصوير اللذين شهدا تقدماً ملحوظاً، معتمدين على نقل الوقائع الإنسانية ومعاناة المواطنين السوريين في مناطقهم المنكوبة في الداخل أو في دول النزوح والهجرة.
من جانب آخر، لاقت تجربة الإعلامي المصري باسم يوسف إقبالاً كبيراً لدى جمهور عريض من السوريين، ما حدا بكثير من الشباب إلى تقليدها. كثيرة هي التجارب التي ظهرت على غرار تجربة يوسف، حيث بدأ الشباب ببث حلقاتهم عبر يوتيوب، لكن أياً من هذه التجارب لم يكتب لها النجاح والاستمرار، أو حتى الانتقال إلى قنوات تلفزيونية ضخمة وتغيير ظروف إنتاجها كما حصل مع برنامج (البرنامج) الذي يقدمه يوسف اليوم عبر قناة أم بي سي مصر.
وحدها تجربة فريق برنامج (عنزة ولو طارت) استطاعت حصد نجاح معقول، وحضور جماهيري أكثر اتساعاً، فعلى رغم عدم وجود ثبات زمني لإنتاج وعرض حلقات البرنامج عبر قناته على يوتيوب، إلا أن هذه القناة تحقّق متابعة واسعة من الجمهور ما يعني أن هناك قاعدة شعبية تنتظر حلقاته التي بلغ عددها خمس عشرة حلقة بعد حوالى سنتين على عرض الحلقة الأولى، في ما بلغ عدد متابعي القناة أكثر من 18 ألف متابع، وتجاوز عدد المشاهدات لبعض الحلقات المئة ألف.
خلال حلقته الأخيرة، تناول فريق العمل الذي لا نعرف عن ظروف عمله الكثير، موضوع الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف باسم تنظيم “داعش”، محاولاً عقد مقارنة ساخرة بين داعش والنظام السوري، اعتمدت الحلقة، على التجاوزات المرتكبة من الطرفين والعقلية الأمنية والمخابرتية لديهما والتي تعتمد الاعتقال والخطف والتعذيب والترهيب، ثم استكملت هذا بعرض فيديو لنشيد “داعشي” بكلمات تتوعد بقطع الرؤوس والقتل، والنقطة التي لفتت إليها الحلقة، هي أن لحن النشيد الداعشي هو نفسه لحن النشيد الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية منذ آذار (مارس) 1963.
ضمن سلسلة حلقاته الخمس عشرة، استطاع فريق العمل والذي يبدو أن ظروفه داخل سورية لا تساعده على تحقيق مـستـوى فـني أعلى أو الانضباط في وقت وتوقيت عرض الحلقات، لكنه استطاع أن يعرض لكثير من القضايا التي شغلت الرأي العام والمهتمين في سورية خلال الفترة الماضية.
فعدا عن الحلقة التي تناولت تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، هناك حلقات تناولت مواضيع من قبيل موقف الفنانين من السلطة ودعم بعضهم نظام الأسد فيما يتناقض مع أدوار البطولة والفروسية والوفاء التي يؤدونها على الشاشات، كذلك قضية السرقات التي اتهمت بها بعض الكتائب المعارضة بالتحديد في مدينة حلب بعد احتدام المعارك فيها، يضاف إليها حلقات عن حرية الرأي ومجزرة الحولة والأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله ووزير الخارجية السوري وليد المعلم.
استطاع برنامج (عنزة ولو طارت) أن يحقق حضوراً جيداً كما أنه استطاع الاستمرار رغم الصعوبات التي تبدو ظاهرة عند فريق العمل، والذي لا يزال مجهولاً حتى هذه اللحظة ويستخدم أسماء وهمية، فيما تظهر المقدمة التي أخذت لقب (مندسة سورية) وهي تضع قناعاً على وجهها وتغير بطبقة صوتها في محاولة لإخفاء هويتها، ما يترك أثراً سلبياً على المتلقي. ولكن، هذا لا ينفي وجود بذرة كوميدية ناقدة دائماً في البرنامج، حتى أن شارة العمل معدة بطريقة ساخرة وتنوه بأن هذا العمل ممول من أميركا واسرائيل والإمارات السلفية وأشرار لبنان في سخرية واضحة من كل الاتهامات التي يروجها النظام ضد معارضيه.
http://youtu.be/SIkcCPGN6U0
3 سنين والمعارضة ما شفنا منها غير العلاك والفيديوهات والمصايب .. يُـــــــــــملّ
٤٤ سنة ما شفنا من النظام غير ج ح ش و كر