عادت ظاهرة الاختطاف مجددا إلى مشهد الأحداث في الجزائر، خاصة في منطقة القبائل شرقي الجزائر، التي تشهد حالات خطف مستمرة.
وتعرضت أمس شابة تبلغ من العمر 26 سنة للاختطاف وسط بلدة عين الحمام، بولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل، ذات الغالبية الأمازيغية.
وقال مصدر محلي إن “الشابة المختطفة كانت برفقة والدتها على مقربة من مستشفى المدينة، عندما اختطفها أشخاص مجهولون أرغموها على ركوب سيارة”.
وتلاحق مصالح الأمن الجزائرية المختطفين الذين يرجح أن يكون هدفهم ابتزاز العائلة لدفع فدية مالية، وفقا لعشرات الحالات التي شهدتها منطقة القبائل.
وتشهد منطقة القبائل التي تسكنها غالبية بربرية ناطقة باللغة الأمازيغية وسط الجزائر في السنوات الأخيرة، ظاهرة لافته وهي خطف رجال الأعمال، وأبناء العائلات الثرية، بهدف طلب فدية مالية من قبل جماعات إرهابية وإجرامية مقابل تحرير المختطفين.
العثور على جثة شاب مخطوف
وفي شهر أكتوبر الماضي خرج سكان منطقة أزفون بولاية تيزي وزو في مسيرة ضخمة بعد العثور على جثة الشاب أغيلاس حجو البالغ من العمر 19 سنة، الذي اختطفته مجموعة مسلحة وسارعت إلى التخلص منه بعد الضغط الشعبي والأمني الذي مورس عليها.
وكشف تقرير قدمه وزير الداخلية الجزائري السابق نور الدين يزيد زرهوني أمام البرلمان، أن الجزائر عرفت حتى بداية 2010، أكثر من 315 حالة اختطاف من بينها 254 حالة نفذها إرهابيون في منطقة القبائل.
وأكد التقرير أن عمليات الاختطاف هذه مكنت الإرهابيين من الحصول على ما مجموعه 10 ملايين دولار أميركي، كفدية لإخلاء سبيل المختطفين.
وفي شهر مارس الماضي عقدت الحكومة الجزائرية اجتماعا طارئا برئاسة الوزير الأول عبد المالك سلال، مع كبار المسؤولين في أجهزة الأمن، لبحث قضية حوادث الخطف، وتقرر خلال هذا الاجتماع اتخاذ إجراءات طارئة ورادعة لمواجهة جرائم الاختطاف.
وفي شهري فبراير ومارس الماضيين، شهدت الجزائر سلسلة حوادث متتالية لخطف وقتل أطفال؛ حيث خطف طفلان في العصامة الجزائرية، وطفلان في مدينة قسنطينة شرقي الجزائر وطفل ثالث في مدنية تلمسان غربي الجزائر.
وأثارت تلك الحوادث المتزامنة غضبا شعبيا عارما في الجزائر، وارتفعت مطالب ودعوات بتطبيق الحدود الشرعية وتفعيل عقوبة الإعدام في الجزائر على منفذي تلك العمليات.