من يلتحق بجماعة “داعش” في سوريا أو العراق، قد يكتشف أن “من يتدخل بما لا يعنيه يجد ما لا يرضيه” فعلاً، لأن رسائل كتبها “جهاديون فرنسيون” لآبائهم، واطلعت عليها صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية التي نشرت بشأنها تقريراً الثلاثاء الماضي، عكست كم يعيشون في بؤس وخوف وملل، كما ومن خيبة ظن بعد اكتشافهم أن معاني المغامرة الكبيرة التي قاموا بها انهارت بانضمامهم للتنظيم الإرهابي.
وجدت “لوفيغارو” أن معظم من كتبوا الرسائل كانوا يتوسلون فيها للحصول على المشورة لكي يعودوا إلى وطنهم. وآخرون شكوا من أنهم بدلاً من أن يشاركوا في معركة نبيلة “كانوا يتصرفون مثل الكلاب”، ولفتت إلى أن بعضهم يريد العودة “لأنهم لم يفعلوا شيئاً سوى توزيع الملابس والمواد الغذائية ونقل الجثث من الجبهة”، فيما كتب أحدهم: “لقد سئمت، فالآيبود لا يعمل هنا وأريد العودة للبيت، ولا توجد أي وسائل راحة هنا مثل التي بفرنسا”، وكتب آخر: “يريدون إرسالي بالجبهة، ولكني لا أعرف كيف يكون القتال”.
الصحيفة أشارت أيضاً إلى أن محامين في فرنسا يقومون نيابة عن أسر الشباب بمحاولة إقناع الدولة بالسماح للجهاديين، وعددهم 376 من الجنسين، بالعودة، عبر إجراء اتصالات منفصلة مع شرطة مكافحة الإرهاب ومديري الأمن الداخلي ومكتب وزير الداخلية برنار كازنيف، علماً أن 100 جهادي عادوا حتى الآن، منهم 76 وضعوا في السجن، وقصة بعضهم شبيهة بقصة هندي قضى 6 أشهر ينظف المراحيض وعاد بعدها إلى مومباي خائباً من انضمامه إلى جماعة “تغتصب النساء ولا توجد حرب مقدسة” كما قال.
وجاءت محتويات الرسائل، التي تم تسريبها للصحيفة، لتتناقض تماماً مع صورة “الجهاد العنيد” الذي تروج له المواقع المهتمة بمتابعة أخبار الجماعات الإرهابية، فأحد المتطوعين تذمر حتى من برودة الطقس، فيما عكست الرسائل أيضاً خوف عدد كبير من تنبتها من التعرض لخطر الموت أو الإصابة لأنهم لا يجيدون القتال في الوقت الذي يسعى فيه التنظيم للدفع بهم إلى الصفوف الأمامية، فضلاً عن أنهم يخشون مما قد يحدث لهم حال قرروا العودة إلى فرنسا.