لا تزال تتوالى القصص الإنسانية التي تقطر حزنا، والتي خلفها إعصار هايان الذي ضرب الفلبين، مخلفا 10 آلاف قتيل، ومدمرا مدنا بأكملها.
ومن بين هذه القصص، فقدان ديزي نيمث لأسرتها، حيث بدأ القلق يتسلل إلى ديزي نيمث الفلبينية المقيمة في هونج كونج، إذ لم تتلق أي اتصال من أسرتها، ما يجعلها تعيش أجواء حزينة للغاية بسبب فقدانها 30 شخصا يشكلون عدد أعضاء أسرتها، هم “عمها وزوجته مع 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 9- 19 عاما، إضافة إلى العديد من الأقارب الآخرين”، حسبما نقلت عنها شبكة “سي إن إن”.
وتود نيمث أن تكون هناك بنفسها لتبحث عنهم لكن حملها يمنعها من القيام بذلك، كما حاول أحد أقاربها تعيين أحدهم للبحث عن عائلتها لكن دون جدوى فلا أحد يريد الذهاب إلى هناك.
لجأت ديزي إلى الفيس بوك علها تجد معلومة أو خيطا يرشدها لأي من أفراد عائلتها، حيث توجد قوائم بالناجين في المراكز الطبية، كما أن البعض يضع صورا للمفقودين من عائلاتهم لعل البعض يجد معلومة عنهم، وهو ما فعلته ديزي، وقد تلقت بعدها الكثير من الرسائل عبر “فيسبوك” من أناس يدعون أنهم أفراد من عائلتها لكنها اكتشفت أنهم مدعين يريدون الحصول على المال ليس إلا.
ومن بين الروايات الأخرى، قصة كارول مامباس (48 عاما) والتي قالت وهي تحتضن طفلها البالغ 3 سنوات والمصاب بحرارة مرتفعة، بأسى “لم يعد هناك أي شيء هنا. لم يعد لدينا منزل ولا مال ولا أوراق ثبوتية ولا جواز سفر ولا ملفات مدرسية”.
وأضافت “أرجوكم، قولوا للسلطات أن تساعدنا. أين هو الغذاء؟ أين المياه؟ وأين هم الجنود للملمة الجثث؟”.
وما يزيد من المشاهد المريعة الجثث التي ما زالت منتشرة بين الأنقاض خاصة في مدينة تاكلوبان حيث تفوح في الجو روائح نتنة، فيما حمل بعض الناجين السلاح لنهب ما بقي من المتاجر والمنازل.
وروت منظمة غير حكومية محلية كيف حاول مسلح بساطور سلب عاملين في المجال الإنساني بصدد تسلم شحنة أدوية.
وفي ذات السياق، أعلنت الحكومة الفلبينية، الثلاثاء، انتشار آليات مصفحة، وفرض حظر التجول سعيا لمنع عمليات النهب في مدينة تاكلوبان الأكثر تضررا بالإعصار هايان في وسط البلاد.