الحجاب الذي منعوه حين أسس مصطفى كمال أتاتورك الدولة التركية الحديثة قبل 93 سنة، وعاد تدريجياً على رؤوس التركيات، ظهر الثلاثاء يغطي شعر شرطية أثناء احتفالات الذكرى 94 بعيد النصر والقوات المسلحة، وهو الأول الذي تقيمه تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، والأول الذي يتم فيه إلغاء العرض العسكري الخاص بالدبابات، والأول الذي يظهر فيه حجاب منذ 1923 على رأس شرطية.
لم تذكر وسائل الإعلام التركية اسم المتحجبة التي بدا من زيها أنها برتبة ضابط في جهاز الشرطة، لكنها أوردت أنها ظهرت لدقائق معدودات أثناء تجمهر مئات الأتراك المحتفلين بيوم النصر في ساحة “تقسيم” الشهيرة باسطنبول، على حد ما قرأت “العربية.نت” من الوارد بالطبعة الإنجليزية اللغة من صحيفة “حرييت” المحلية، فيما بثت “وكالة أنباء الأناضول” فيديو في قناتها “اليوتيوبية” مساء الثلاثاء، كما وصور، بدا منها أن الشرطية ثلاثينية العمر تقريباً.
ظهرت أيضاً شرطية ثانية بالحجاب، وكانت بين من كن باحتفالات “عيد النصر” في أنقرة، ضمن فريق أمني رافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن لم يظهر لها أي فيديو أو أي صور بوسائل إعلام محلية غطت الاحتفال في العاصمة التركية، وأعادت الذاكرة في خبرها إلى ما نشرته صحيفة Gazette الرسمية في 27 أغسطس الجاري، من خبر عن السماح للشرطيات بارتداء الحجاب الإسلامي تحت غطاء الرأس الأمني.
اسكتلندا وكندا سمحت به لشرطياتها المسلمات
في ذلك اليوم، قررت الحكومة التركية السماح به، مشترطة أن يكون من لون البدلة الرسمية نفسها، وألا يكون ممهوراً بأي عبارة أو رسم لرمز أو شعار، وهو ما كان يطالب به “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، من ضمن مطالبته “رسمياً” بإلغاء القيد المفروض على الحجاب، علماً أن في ما بثته الوكالات، أن دولاً مسيحية، سمحت في المدة الأخيرة بأن ترتديه المسلمات بأجهزة الشرطة فيها، وأحدثها اسكتلندا وكندا.
وللحجاب منذ عشرينات القرن العشرين، معارك طويلة في تركيا التي يحكمها دستور علماني، بدأ في 1923 ومنع ظهوره على أي رأس نسائي، إلى أن تم رفع الحظر في 2010 على ارتدائه بالجامعات ومؤسسات الدولة، وبعدها سمحوا في 2013 بارتدائه في المؤسسات الحكومية، ثم في 2014 بالمدارس المتوسطة، لكن رؤوس العاملات بسلك القضاء والشرطة والجيش بقيت محرومة منه، حتى تم السماح به لهن السبت الماضي، وهو يوم تاريخي له في تركيا العلمانية.