أظهرت إحصائية حديثة، 7 آلاف طلب تقدمت بها الزوجات لمكاتب تسوية المنازعات الأسرية بمصر، وأبدين فيها رغبتهن في التفريق بينهن وبين أزواجهن بسبب انشغالهم باﻷلعاب الحديثة، وعلى رأسها لعبة “كاندي كراش” ومواقع وتطبيقات التواصل مثل “فيس بوك” و”واتس آب”.
وكشفت اﻹحصائية الصادرة عن مكاتب تسوية المنازعات الأسرية بمحاكم الأسرة بالقاهرة، أن طلبات الطلاق التي تقدمت بها الزوجات إلى مكاتب تسوية المنازعات اﻷسرية بمحاكم الأسرة بحجة إفراط أزواجهن في استخدام أجهزة المحمول طوال اليوم وفقدان التواصل معهن وعدم ملاطفتهن أو اﻻهتمام باحتياجات المنزل، وإهمال الأطفال، جاءت بعد زواج دام لمدة تتراوح ما بين 3 شهور إلى 12 شهرًا كحد أدنى، وحد أقصى يصل لـ7 سنوات.
وتروي سيدة -رفضت ذكر اسمها- المأساة التي عاشتها مع زوجها على مدار 3 سنوات قضياها سويًا تحت سقف بيت واحد، قائلة: “لم أعد أستطيع العيش في عزلة خاصة أنني ليس لدي أطفال، فالفراغ جعل زوجي في معزل عني، فأصبح اهتمامه بالفيس بوك و”الشات” مع أخريات، حتى اكتشفت خيانته لي وعلاقاته غير المشروعة، فلم أجد وسيلة للتخلص من تلك الحياة المأساوية سوي الانفصال عنه، وطلب الطلاق منه.
وتستقبل مكاتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة العشرات من طلبات الطلاق والخلع يوميًا، ولكن الجديد في الأمر أن معظم تلك الحالات تبين أنها بسبب انشغال الأزواج بـ”الفيس بوك” و”تويتر” و”الألعاب الإلكترونية”، حتى صارت الظاهرة بمثابة سرطان ينخر في جسد المجتمع المصري.
واعتبر استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، الدكتور أحمد فخري، أن الدول النامية دائمًا ما تسيء استخدام التكنولوجيا الحديثة، فمعظم شخصيات مستخدمي “الفيس بوك وتويتر والانستقرام والألعاب الإلكترونية” تتسم بشكل عام بالكسل والخمول، وغير مبدعة في عملها، ودائمًا ما يلجئون إلى “السلوكيات الإدمانية”.
وأكد أنه لا بديل عن استغلال الأجيال من الشباب والأطفال في ممارسة الرياضة وأيضًا استخدام التكنولوجيا عبر الإنترنت لامتصاص طاقتهم الإيجابية مثلما يحدث في الدول المتقدمة.
ولفت الدكتور فخري، في تصريحات خاصة لبوابة “العين” الإخبارية، إلى أن “استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة يؤدي إلى التفكك الأسري ويؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية لامتصاصها كل الطاقة الإيجابية ليصل إلى حد “الخرس بين الأزواج” ثم إلى الطلاق في بعض الأحيان.
وفى السياق ذاته، أكدت دراسة حديثة، قام بها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية، تؤكد أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يتسبب بالفوضى في العلاقات العاطفية؛ حيث كشف الباحثون عن وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كـ”الفيس بوك” و”تويتر” والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية، لافتة إلى أن الغيرة التي يسببها “فيس بوك”، تزيد من المشاكل والمشادات بين الأزواج في جميع الأعمار.
وأفادت الدراسات أن معدلات الطلاق بين الأزواج، تزايدت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي في 45 دولة، وأنه من بين أسباب الانفصال بين الأزواج دائمي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، هي اكتشاف أحد الزوجين رسائل غير ملائمة، كذلك تعليقات فظة وبها مجافاة للزوج أو الزوجة، واكتشاف سلوك غير مرضٍ من خلال نص مبعوث من الصديق الجديد.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن أكثر الأشخاص في علاقة رومانسية يستخدمون الفيس بوك، يكون على الأرجح لمراقبة نشاط شركائهم على الموقع، والتي ممكن أن تؤدي إلى مشاعر الغيرة، وأن مستخدمي الفيس بوك بشكل مفرط لهم حظ أكبر للاتصال مع المستخدمين الآخرين بمن فيهم شركاؤهم السابقون، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى الخيانة العاطفية أو الجسدية.
ولم تقتصر ظاهرة خلافات التكونولوجيا الحديثة على جيل الشباب أو الأطفال، بل امتدت لكبار السن أيضًا، حسبما ذكر أستاذ علم الاجتماع الدكتور شحاتة صيام، الذى قال إن تلك الظاهرة قد أصابت أيضًا أزواج من كبار السن، وتسببت في إنهاء زيجات دامت لأكثر من 20 و25 عامًا، بعد أن وصل الأمر إلى حد الهوس بالتكنولوجيا ووسائل اﻻتصال الحديثة.
مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي بالخصوص تكثر بالعالم العربي الي فيه الأفق ضيق .. فيتجهوا للنت للتفريغ عن أوجاعهم … و مكبوتاتهم ..