أغلى سكن يقيم فيه إنسان بالعالم، لم يعد قصر ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، المعروف باسم “باكنغهام” المكون من 775 غرفة، بل فيلا في لندن من 10 غرف فقط، واشترتها صاحبتها بمبلغ 128 مليون دولار منذ 6 سنوات و8 أشهر، فتضخم سعرها أكثر من 12 مرة، وأصبح بعد 2430 يوما مرت للآن، ما يصعب تصديقه: مليار و580 مليون دولار، أي أنه كان يرتفع أكثر من 650 ألفا كل يوم، وهو إلى مزيد.
الخبر الذي قد يبدو غريبا بعض الشيء عن سعر الفيلا المعروفة باسم عنوانها 17 Upper Phillimore Gardens في حي كنسنغتون بغرب لندن، وارد في Yahoo Finance منذ أمس الخميس، نقلا عن موقع أميركي شهير دوليا في تخصصه بتقييم السلع والمصنوعات والعقارات، وهو CompareCamp.com المقارن للأسعار على أنواعها، من سندويتشات “الماكدونالد” الى غواصات وطائرات الجيش الأميركي.
وتبدو الفيلا عادية، كالشارع الواقعة فيه، لمن يراها بانوراميا في “غوغل إيرث” مثلا، لكنها كانت بين الأغلى دائما، طبقا لما قرأت “العربية.نت” عن قفزات في سعرها تخطت كل المألوف، فقد كانت مدرسة ابتدائية للبنات حين اشتراها في 1997 رجل أعمال صيني بأقل من 12 مليون دولار، وفي 2006 باعها لاحدى الشركات بأكثر من 37 مليونا، فأنفقت فوقها 18 لترميمها وتحديثها، وبعد عامين باعتها بربح بلغ 73 مليون دولار.
شاري الفيلا في 2008 كانت أولينا كوتشما، البالغ عمرها 44 سنة، وابنة رئيس وزراء أوكرانيا الأسبق، ليونيد كوتشما، واحتل خبرها العناوين الأولى بوسائل الاعلام ذلك الوقت، بحسب مراجعة “العربية.نت” لأرشيف الصفقة، لأنها تمت في عز أزمة سيولة مالية عصفت بمعظم العالم تقريبا، فهبطت الأسعار ولحق العجز بآلاف الشركات، وتلاه افلاس المئات من أصحاب الملايين والمليارات، بينهم مشاهير في عالم المال والأعمال، الا أن الحظ حالف أولينا، زوجة الملياردير اليهودي الأوكراني فيكتور بينشوك.
غرفة بالفيلا تحمي من الإرهاب ومعظم الأخطار
وكل شيء عادي جدا في الفيلا المكونة من 6 طوابق، مع حديقة خلفها، وبأسفلها تحت الأرض حمام سباحة وقاعة رياضية وأخرى سينمائية مع سونا وتوابع ترفيهية بديهية، ثم الأهم والأغلى فيها، وهي غرفة يسمونها Panic Room أو “غرفة الذعر” التي يتم بناؤها عادة بباطون ونوافذ وأبواب من رصاص، لذلك فهي الأكثر كلفة، لأنها ملجأ من الحرائق والأعاصير، أو من عملية إرهابية “داعشية” الطراز، أو من سطو شرير، ومجهزة بوسائل إنذار متنوع واتصالات وفيها خزائن لحفظ المال وما ندر.
المعروف أيضا عن “غرفة الأمان” كما يمكن تسميتها، أنها أنقذت رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فسترغارد من متطرف حاول قتله بيناير 2010 انتقاما من رسمه في 2005 لسلسلة كاريكاتيرات أساء بها للرسول الأعظم، ففر الرسام من المتطرف حين تسلل الى منزله، واتجه الى Panic Room بنتها الحكومة لحمايته، ومنها أنذر الشرطة فأقبلت سريعا وأطلقت النار على الدخيل واعتقلته جريحا.
وأيضا حمت “غرفة الأمان” في سبتمبر 2011 عددا من الموظفين والدبلوماسيين في السفارة الاسرائيلية بالقاهرة، ممن طالعت “العربية.نت” في ملخص ما حدث لهم، أن متظاهرين في “جمعة تصحيح المسار” ذلك الوقت، اقتحموا عليهم مقر السفارة، فلجأ الى “الغرفة” واحتموا فيها حتى وجدت السلطات لهم حلا خرجوا بعده آمنين.
وعودة الى الفيلا الأغلى سعرا كسكن بالعالم، فقد تخطت بقيمتها العقارية الآن قصر “باكنغهام” الذي أصبح في التقييم الجديد بمليار و550 مليون دولار، فيما احتلت المرتبة الثالثة فيلا Antilia التي كانت الأغلى بين الفلل طوال 4 سنوات مضت، لأن سعرها استمر كما كان، وهو مليار دولار، مع أنها كلفت حين بناها صاحبها الملياردير الهندي موكيش أمباني في 2008 بين 50 الى 80 مليونا فقط، وهو أقل بكثير مما دفعته أولينا الأوكرانية ذلك العام لشراء الفيلا التي أصبحت أغلى مكان للسكن في العالم.