التعري والكشف عن الصدر كوسيلة للاحتجاج. طريقة بلا شك حققت لحركة “فيمن” نجاحا في مختلف وسائل الإعلام. فهذه الحركة النسائية التي تتظاهر ناشطاتها عاريات الصدر ضد الهيمنة الذكورية نجحت في استدرار عطف شرائح من الرأي العام على الأقل، كان هذا قبل تظاهرتهن الأخيرة في منتصف فبراير/ شباط داخل كاتدرائية نوتردام الباريسية عقب إعلان البابا بنديكتوس السادس عشر عن نيته في الاستقالة بحسب فرانس 24.
وبمعزل عن الطبقة السياسية الفرنسية التي تدين مختلف أطيافها حركة “فيمن” وتنتقد تسخيفها لمعركة المساواة بين المرأة والرجل. بدأت الانتقادات للحركة تخرج أيضا من الوسط النسائي الفرنسي خاصة بعد أن كشفت 8 ناشطات من “فيمن” عن صدورهن داخل الكنيسة الباريسية.
وترى نيكول فان أونيس مؤلفة كتاب عن الحركات النسائية الفرنسية “Féminismes Pluriels” أن التظاهر مع صدور عارية يدخل في نطاق لعب لعبة الذكر وتضيف العري يستعمل هنا للبيع ويجعلنا نتساءل عن الرسالة التي يحملها.
وتتابع الكاتبة “فوق ذلك نساء “فيمن” ليست أية نساء، فهن حسناوات، شابات وجميلات… شبيهات بنماذج الجمال الحالية لنساء الإعلانات”.
من جهتها، تقول إحدى مؤسسات جمعية “لابارب” النسائية أليس كوفان “إن الاهتمام بحركة “فيمن” نابع بالدرجة الأولى من الكشف عن الصدر، فالجنس سلاح إعلامي فعال”.
وترى الناشطة أن أسلوب عمل “فيمن” هو موضع نقاش في جمعية “لابارب” وتضيف ” أرى فيه وسيلة ناجحة لوضع المطالب النسائية في الواجهة”. فهن حسب كوفان اخترن طريقة دينامكية وصادمة في تحركهن على غرار منظمة “اكت آب” الذين يرشون السوائل الحمراء التي تشبه الدم للفت الأنظار حيال مرض السيدا.
ويذكر أن استطلاع للرأي أجراه معهد هاريس بعد تظاهرة “فيمن” في كنيسة نوتردام أظهر أن غالبية المستطلعين لا يؤيدون تظاهرة عاريات الصدر في الكنيسة الباريسية ولكنهم يؤيدون في نفس الوقت مطالب المتظاهرات. والملفت أن نسبة الرجال المؤيدين لـ”فيمن” في المضمون والشكل أعلى بكثير من نسبة النساء – 21 بالمئة رجال و9 بالمئة نساء- والتفسير واضح وضوح الشمس بالنسبة لنيكول فان أونيس التي تقول “الصحف تنشر صور عاريات الصدر طمعا ببيع أعداد إضافية ولكن في النهاية الصحافة لا تهتم إلا نادرا بمطالبهن النسائية”.