كشف النقاب في تل أبيب قبل ايام قليلة ماضية عن أن “حقنا خاصة بالأدوية التي تمنع الحمل أعطيت للنساء والشابات القادمات من الحبشة، قبيل وخلال قدومهن مهاجرات إلى إسرائيل”، بغرض تخفيض نسلهن وتقليل عدد اليهود الإثيوبيين ذوي البشرة السمراء في إسرائيل.
وأمر نائب وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، بتشكيل طاقم في الوزارة لبحث هذه المعلومات في أسرع وقت، وعين فيها عضوين من أبناء الطائفة الإثيوبية في إسرائيل، حتى لا تثور الطائفة ضد الحكومة.
وجاء قرار ليتسمان بعد أن تداول الإثيوبيون هذه المعلومة بمرارة وألم، ولم يعد بالإمكان إخفاؤها. وأجرى التلفزيون التعليمي في إسرائيل تحقيقا صحافيا خاصا به في الموضوع، فتبين أن كل امرأة إثيوبية تلقت تلك الحقنة وهي من نوع “دفو – بروفرا”، عندما قدمت إلى معسكر تركيز أقامته الوكالة اليهودية والحكومة الإسرائيلية قرب أديس أبابا. واستمر حقنها بها عندما وصلت إلى إسرائيل.
وحسب التحقيق الصحافي، أدى تناول الحقنة إلى تخفيض حاد في عدد حالات الولادة بين صفوف النساء القادمات من إثيوبيا، إلى درجة النصف. لكن المشكلة ثارت، عندما بدأت تظهر أعراض جانبية لهذه الحقن، خصوصا على النساء اللاتي يتناولن أدوية ضغط أو أدوية علاج للأمراض النفسية.
وحال اكتشاف هذه الفضيحة، أمرت نقابة الأطباء من جهة والمديرية العامة لوزارة الصحة بالكف عن حقن النساء الإثيوبيات بهذه المادة. وتوجهت عضو الكنيست الجديدة، بنينا تامنو – شطة، وهي أول عضو كنيست امرأة من أصل إثيوبي في إسرائيل، إلى الحكومة طالبة عدم لفلفة الموضوع والتحقيق الجدي فيه. وقالت إن القصة تقلق أبناء وبنات الطائفة الإثيوبية اليهودية في إسرائيل وتقض مضاجع الرؤساء الروحيين، الذين يعتبرونها “حربا عنصرية بشعة ضد الطائفةط. وتجاوب معها نائب وزير الصحة، ليتسمان، وأمر بالتحقيق الجدي والعميق.
وكان فوز فتاة إثيوبية بلقب ملكة الجمال في إسرائيل، لأول مرة منذ قدوم الإثيوبيين إليها قبل 30 عاما، قد أثار ردود فعل واسعة. واحتفت بها الصحافة وتباهى بها المسؤولون. ولكن الفضيحة أعلاه وغيرها من ممارسات عنصرية ضد الإثيوبيين، غطت على هذا الحدث.