استخدمت شارلوت دوبارت، 24 عاماً من لندن، هاتفها المحمول لتعرف ماذا يجري عندما شعرت بشيء يخرج من أحشائها وهي في الحمام.
وذهلت شارلوت بولادتها بعد دخولها إلى الحمام وكانت تظن أن ما تشعر به مجرد توعك صحي، ليتبين أنها آلام المخاض وهي على وشك الولادة.
ولم تكن تعرف الفتاة ابداً أو تشك بحملها حتى وضعت طفلاً بحجم 11 أوقية، بعد أن شعرت بسلسلة آلام متقطعة في بطنها.
واستخدمت شارلوت كاميرا الجوال لتعرف ما يحدث بالأسفل بعد احساسها بشيء غريب يخرج من احشائها أثناء شعورها بموجة من الآلام المتقطعة، حتى صدمت بما شاهدته “رأس الطفل يخرج!!.
الفتاة التي تعمل كنادلة لم تستلم لحالة الذهول بعد أن شاهدت الفيديو الذي سجلته بهاتفها، حيث كان واضح أن رأس الطفل بدأ بالخروج، فحاولت التحلي بالشجاعة والتعمل مع الأمر بسرعة.
وكان وزن الفتاة الخريجة حديثاً يزيد بشكل غريب بسبب تبعات الحمل الطبيعية، وقدلاحظت زيادة وزنها ما بين 8 إلى 10 كيلو جرامات خلال فترة الحمل السرية.
وقد ولد الطفل الياس في 29 يناير، بحالة صحية لا بأس بها، وكان حجمه 2 كجم وهو حجم صغير نسبياً، وتعرضت الأم الشجاعة شارلوت إلى تجربة ميلاد صعبة دون الاستعانة بطبيب أو تناول مسكنات آلام ووحدها في ظروف غامضة.
واستخدمت الأم مقص الأظافر لقطع الحبل السري قبل أن تتصل بصديقها ميجويل إنجيل 28 عاماً، لتخبره بحاجتها لحضوره إلى المنزل بشكل طارئ، فخرج صديقها مسرعاً من عمله كمدير لمعرض ملبوسات جاهزة، وتوجه إلى البيت الذي يتشاركانه في “بو” بلندن.
وقالت الأم الشجاعة: “عندما حضر ميجويل إلى المنزل شعر بالصدمة كان يظن أنني قد وجدت طفلاً في الشارع”، قائلاً: “يالا الهول لقد وجدتي طفلاً في الشارع!”. وعرضت النادلة الفيديو الذي يبين خروج رأس الطفل من أحشائها على صديقها، وقالت: “كان مذهولاً تماماً، لا أحد منا نحن الاثنين كان يصدق ما يجري، وأننا نتعرض لهذا الموقف”.
مضيفة: “إنه شيء غامض، لقد اكتسبت القليل من الوزن لكن لم يكن يخطر ببالي أبداً ان اكون حاملاُ، ولكني بعد ما حدث أدركت أنني كنت أتناول الكثير من السكريات، كما أني كنت أشعر ببعض المشاكل الصحية في قدماي، وما جعلني آخذ اجازة عن العمل لمدة أسبوع”.
وأكملت: “في الليل بدأت اشعر ببعض الآلام لكن في الحقيقة كان الألم أقل من الألم المعتادة عليه في أوقات الدورة الشهرية، لكن الطبيب الخاص بي أكد أن كل ما كانت اتعرض له كان نتيجة للحمل”.
واستمر الألم من الليلة السابقة حتى اليوم التالي وبحسب وصفها كان على شكل موجات متقطعة تأتي وتذهب، والتي أدركت الفتاة فيما بعد أنها تقلصات الولادة. وأضافت أنها تشعر بالحظ السعيد لأن الطفل بصحة جيدة مع أنها كانت تدخن وتحتسي الكحول وتعمل لـ14 ساعة يومياً خلال فترة الحمل.
وتم نقل الطفل الياس فوراً إلى المستشفى بعد الولادة المفاجئة، ووضع في العناية المشددة لحين الانتهاء من الفحوصات الخاصة به. وقالت شارلوت: “ما إن وصلنا إلى المشفى قمت بإخبارهم بما حدث، لقد كنت أعاني من صدمة مما حدث وبالكاد استطعت تسجيل الطفل”، مستكملة: “عندما كنا ننتظر الطبيب، ميجويل قال “انظري انه يمتلك أنفك” وحينها فقط ادركت أنه طفلنا”.
وأكدت الأم أنها كانت تتناول حبوب منع الحمل خلال فترة احتضانها الجنين وبانتظام شديد بحسب زعمها، قائلة: “إنني أدعوه بطفلي المعجزة، لأنه بصحة جيدة بعد كل ما وضعته فيه من مخاطر خلال فترة الحمل، وكثير من الأشياء التي كان يمكن أن تضر به خلال عملية الميلاد لقد كنت وحدي دون اشراف طبيب، كل شيء حدث بشكل سلس إنه مدهش”. مبينة: “إن القابلات سألوني كيف قد عرفت طريقة قطع الحبل السري الصحيحة!!، وأخبروني أني لو فعلت هذا بطريقة خاطئة قد يحدث كثير من المشاكل الخطيرة للطفل”، قائلة: “لم يكن لدي أدنى فكرة ماذا أفعل، اعتقد أن غريزة الأمومة تولت حماية الطفل”.
ولم تخبر شارلوت امها بما حدث فوراً، قالت: “لم أخبرها فوراً لأني كنت أعلم أنها تعمل، ولم أكن أريد أن أصيبها بالتوتر فهي لن تستطيع أن تنجز عملها إذا علمت بالأمر، انتظرتها حتى انتهت من العمل”، وبينت أنها أخبرت أمها في اليوم التالي وكانت في حالة ذهول هي الأخرى مما حدث.
وكان الزوجين شارولوت وميجيل التقيا قبل ثلاث سنوات في العاصمة لندن بعد ان تعارفا على تطبيق يدعى Happn. وكان الثنائي ينويان الانتقال إلى الولايات المتحدة وعدلا عن الفكرة بعد أن رزقا بالطفل، وبينت شارلوت أن الفضل في قوتها وما حدث معها واحساسها بالمسؤولية يعود لعائلاتها حيث أنها أعدتها لتكون أماً جيدة.
وواصلت أن عائلتها استمرت في دعمها، وهم من الطائفة الكاثوليكية المتدينة لهذا وجدوا أن الطفل إلياس هو معجزة من الله، وكانت جدة شارلوت تدعوه “بالملاك الصغير” بحسب وصفها.
وكانت الجامعة الملكية للقابلات قد أصدرت دراسة في 2016 تبين أن حوالي 2.500 حالة ولادة في المملكة المتحدة تتم بهذه الطريقة، بمعدل 320 حالة ولادة مفاجئة في السنة الواحدة. وأنشأت الأم شارلوت حساب GoFundMe لتحصل على دعم من الغرباء اللطفاء الذين يساعدون الآباء والأمهات الجدد على التأقلم مع أطفالهم وحمايتهم.