ما بين لافتة حملتها صبيّة لبنانية “أهلاً بكم في لبنان”، وتصريح أطلقه وزير المغتربين اللبناني جبران باسيل عن اللاجئين السوريين بلبنان “لا مكان لهم بيننا”، ما بين عنصرية لبنانية ولا عنصرية لبنانية اتجاه السوري، تختصر حكاية شعب هرب من بلده خوفاً من القصف والدمار، ونزح لبلد عاش حربه الأهلية لسنوات وعانى من تبعات الطائفية هو الآخر، ولكن ما سمّاها اللبنانيون “العنصرية اللبنانية” طفت على السطح في وجه النازحين السوريين، ليتصدى لها لبنانيون أيضاً ويطلقون “الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية”.
يقول السوريون “إن خليت خربت”، وبعد كل التضييق الاجتماعي والمادي الذي يلقاه السوريون في لبنان، أطلق مجموعة من الناشطين والناشطات صفحة على الإنترنت “الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية” وصل عدد أعضائها حوالي 6500 بعد 3 أيام فقط من إطلاقها، في 21 مارس/آذار، اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري.
وفي عرضها لرأي منشئيها كتبت الصفحة: “رفضا لكل محاولات التضييق والعنف التي تطال السوريين، ورفضا لكل الخطابات السياسية العنصرية وما يرافقها من تحريض إعلامي”.
عدا عن اللوحات التي نشرت على الصفحة والتي حملت شعارات باللهجة المحكية اللبنانية، فإن شبابا وفتيات عبّروا عن رأيهم بالوقوف ضد “العنصرية” تجاه السوريين بفيديو طرحوا من خلاله آراءهم حول الوضع اللبناني وعبروا عن ضرورة تحمل حكومتهم مسؤولياتها بدلاً من إرجاع التقصير للاجئ السوري، ويأتي الفيديو ضمن عدة فيديوهات ناقشت وضع اللاجئين السوريين بلبنان، ما بين أشخاص عبّروا عن انزعاجهم الشديد من الوجود السوري، وما بين آخرين عبروا عن تضامنهم مع السوريين وتفهمهم للوضع المأساوي الذي فرض عليهم.
يشارك شباب سوريون بحمل اللافتات المناهضة لأي عنصرية، والمذكرة بأن الشعبين عانا من النظام على حد سواء.
“تعلمنا منكم الكثير في ثلاث سنوات… ع الأقل نرد الجميل بحمايتكم وعائلاتكم من براميل ونيران المجرم. أهلاً وسهلاً بكم في لبنان”، كتبت زينب على لافتتها المتقاطعة مع عبارةٍ، كتبها سلام، جاء فيها: “مرة في سوري رفع راسي وراسك”.
استذكار حرب تموز ونزوح اللبنانيين إلى سوريا واستقبال الأخيرين لجيرانهم وفتح البيوت لهم هو ما عبّرت عنه زينب باللوحة التي كتب عليها: “تعلمنا منكم الكثير في ثلاث سنوات… ع الأقل نرد الجميل بحمايتكم وعائلاتكم من براميل ونيران المجرم. أهلاً وسهلاً بكم في لبنان”، نزيه درويش كتب الجملة الأشهر سوريا بعد الثورة “لأني انسان ماني حيوان.. وهالعالم كلها متلي.. لا للعنصرية”، فعلقت Lamisse Farhat على لوحته: “أرجوكم خلص. مش قادرة اتصور انو في ناس عم تضطر تذكر غيرا انها (مش حيوان). لوين وصلتوا؟ ولك استحوا. السوري فتحلكن بيتو وعطاكم من اكلاتو وكان يطلع راسو من الشباك إذا شاف نمرة سيارة لبنانية ويقلكن (كلنا معكن ويا رب تنتصروا) بحرب تموز. هيك بتردوا الجميل؟.
“مرة في سوري رفع راسي وراسك” رفعها سلام، ولافتة عمر أكدت المعنى ذاته في كرامة السوريين وثورتهم التي رفعت رأس الشعبين: “مرة واحد حمصي انتفض لكرامته قبلي وقبلك”.
شاب سوري John Hamdosh يتابع الصفحة، كتب تعليقاً ليذكر الشعبين بأن ابتلاءهم واحد بالنظام السوري: “صدقاً هذه المبادرة جعلتني أشعر مرة أخرى أن الشعب اللبناني والشعب السوري واحد… فليتذكر بعض الإخوة اللبنانيين أن ما فعله النظام الأسدي بلبنان دمر نسيجها الوطني وساعد طرفا ضد الآخر بشكل طائفي لا علاقة للشعب السوري به وذلك اتضح تدريجياً خلال الأزمة السورية”.
رفعت صبية لافتة مكتوب عليها: “هو هرب من الموت، مش ليموت من الذل عندك.. لا للعنصرية”، ومن ألطف العبارات التي رفعها المشاركون في الحملة: “عزيزي النازح، فيك تعمل “ترافيط” و”حزك مزك” قد ما بدك، على قلبنا أحلى من العسل، بكرا لما يروق الوضع بسوريا جايين نعمل “ترافيك” و”حزك مزك” عندكم”.