لمن لا يعرف “غولوم” ومن يكون، فإنه كائن خرافي اخترعوه في هوليوود لفيلم أميركي، إلا أن أحدهم في تركيا وجده من وجهة نظره شبيها برئيسها رجب طيب أردوغان، فنقل صورة للاثنين معا، ونشرها بحسابه “الفيسبوكي” ليشير مازحا إلى الشبه بين الاثنين، وبساعات أصبح من المبشّرين بجحيم الغضب الرئاسي، فطردوه من عمله واتهموه بما عقوبته السجن، ولأن القاضي لا يعرف “غولوم” وإذا كان التشبه به إهانة أم لا، لذلك طلب مساعدته في دعوى غريبة الطراز.
ناشر الصورة هو طبيب تركي اسمه بلغين شفتشي، وفصلوه في أكتوبر الماضي بسببها من عمله بوزارة الصحة التي رأت بأن الصورة سخرية من أردوغان، الموصوف بحساس جدا من الإهانات، على حد ما تذكره وسائل إعلام تركية، الى درجة أن 105 أتراك تم اتهامهم بإهانته بأساليب متنوعة بين أغسطس 2014 ومارس الماضي، مما وضع البلاد في المرتبة 149 بين 180 دولة لجهة حرية التعبير.
يستعيد الوظيفة أو يحل “ضيفا” لعامين بسجن تركي
وحدث في آخر جلسة الأسبوع الماضي من محاكمة الطبيب المستصغر للشرر الرئاسي، أن القاضي مراد ساس، في مدينة “آيدين” عاصمة المحافظة بالاسم نفسه في الغرب التركي، أمر بتشكيل لجنة من 5 خبراء تساعده على فهم شخصية Gollum قبل البت بالحكم على الطبيب المعرض للنزول “ضيفا” لعامين وراء القضبان لإهانته الرئيس.
القاضي ساس، قام بتأجيل القضية الى فبراير المقبل، لأنه يحتاج إلى قرار من لجنة الخبراء تخبره فيه عما إذا كان تشبيه الطبيب لأردوغان بالأسطوري “غولوم” هي سخرية وإهانة أم لا، فإذا قررت أنها ليست كذلك، فسيعود Bilgin Çiftçi إلى وظيفته بوزارة الصحة ثانية، أو سيرى السجان بانتظاره إذا قرروا عكس ما يتمناه الطبيب الأربعيني العمر.
وسيشاهد القاضي “سيد الخواتم” ليقرر أيضا
واللجنة ليست هينة، فأعضاؤها اثنان من الأكاديميين ومثلهما من علماء السلوك، مع خبير بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ممن سيحللون “غولوم” وفقا لدوره بفيلم The Lord of the Rings أو “سيد الخواتم” الذي أنتجوه بين 2001 و2003 في 3 أفلام، نالت 17 جائزة أوسكار، وفيها لعب “غولوم” دور شخصية، ليس من المعروف تماما إذا كانت خيّرة أم شريرة، إلا أن شكله البشع والمسبب الاشمئزاز لدى البعض، قد يكون أساس الاتهام بأن تشبيه الرئيس التركي به هو نوع من السخرية والإهانة.
وكانت المحامية المدافعة عن الطبيب، واسمها هجران دنيشمان، ذكرت في الجلسة الأخيرة أنها اضطرت الى المجاملة أمام المحكمة بقولها إن “غولوم” ليس شخصية سيئة، وهذه العبارة وحدها سببت الحيرة للقاضي الذي لم يكن سمع حتى باسم “غولوم” قبلها، فأمر بتشكيل اللجنة التي ستشرح له شخصيته كمسخ بين الكائنات، إضافة لإعلانه عن نيته مشاهدة CD عن “سيد الخواتم” المترجم إلى التركية ليتخذ قراره، بعد أن نبهته المحامية الى أنه من الصعب اعتبار التشبيه إهانة وهو الذي لم يشاهد الفيلم.
واتضح من آخر جلسة أن الدكتور بلغين لم يكن هو ناشر الصورة في “فيسبوك” أصلا، ولا صاحب فكرتها، بل وجدها في “تايم لاين” أحد أصدقائها، فنقلها مشاركة بها في حسابه، أي أنه ليس مرتكب الجريمة، بقدر ما هو مشارك فيها، هذا إذا كان التشبيه بغولوم جريمة عقابها السجن والطرد من الوظيفة.
بلغين شفتشي هههههه