يوم 2 يونيو الجاري “قام 3 لاجئين سوريين باغتصاب طفلة عمرها 5 سنوات والتبول عليها” في مدينة بولاية ايداهو الأميركية، ينتشر فيها الخبر بسرعة عادة، لأن Twin Falls قليلة السكان البالغين 45 ألفا. إلا أن الصدمة عبرت حدودها الى بقية الولايات، ووصل صداها حتى الى وسائل اعلام أجنبية، فيما كانت الشرطة تحقق بغريب آخر في الخبر: المغتصبون المتبولون هم أطفال أيضا، أعمارهم 13 و10 و8 سنوات.
ذكروا بتفاصيل ما “حدث” أنهم هددوها بسكين، حزّه أحدهم على رقبتها في مكان انعزلوا فيه معها، وقريب من بيوت يقيم فيها 50 لاجئا، وهناك قاموا بتعريتها مما كان عليها، ثم اغتصبها الواحد بعد الآخر، وحين انتهوا تكاتفوا متبولين عليها معا، وبعدها لاذوا بالفرار، تاركين الطفلة منتوفة الحال كما ريش دجاجة مذبوحة.
هم شرق أوسطيون، لكنهم ليسوا سوريين
الخبر لا يزال ينتشر للآن، ومن يقم بزيارة موقع احدى أشهر المعاديات الأميركيات للعرب والاسلام والمسلمين واللاجئين السوريين بشكل خاص، وهي Pamela Geller الململمة أخبارها كيفما كان وبلا تدقيق، سيقرأه في مدونتها الحاملة اسمها، وأيضا أمس بحسابها@PamelaGeller في “تويتر” الذي لم تذكر بتغريدتها فيه أن المغتصبين هم من اللاجئين السوريين، بل مسلمين.
يمكن أيضا قراءة الخبر، واردا أمس وقبله بوسائل اعلام عدة، بمجرد البحث البسيط عنه في الانترنت، مع الاستغراب في كيف أن دونالد ترامب لم يستغله ليعزز أكثر من وعده بمنع المسلمين مؤقتا من دخول الولايات المتحدة، فيما لو انتخبوه رئيسا، والسبب أنه اكتشف ما اكتشفته الشرطة، وهو أن ما حدث لم يكن اغتصابا. الطفلة لم يتم تهديدها بسكين، ولا تم قتلها أو التبول عليها، والأطفال ليسوا سوريين.
وما حدث أن قناة KMTV التلفزيونية المحلية بايداهو، بثت في 7 يونيو الجاري خبرا عن محاولة وقعت قبلها بخمسة أيام، لانفراد 3 أطفال بطفلة، وفق موقع اخباري شهير، مكافح للشائعات والخرافات، عبر التحقيق البوليسي بشأنها، وهو Snopes.com بولاية كاليفورنيا، واتضح أن المحاولة تمت قرب سكن اللاجئين في مدينة “توين فولز” بالولاية، وأن من حاولوا “الانفراد” بها “هم شرق أوسطيون، لكنهم ليسوا سوريين” وفق ما نقل الموقع عن شرطة المدينة.
وباضت دجاجة الشائعات واحدة غيّرت الخبر
الا أن دجاجة الشائعات “النقناقة” في مواقع التواصل، أرادت شيئا آخر، فباضت واحدة، غيّرت من طبيعة الخبر ليصبح صالحا للنيل من اللاجئين السوريين، بإضافتها أن ما حدث هو اغتصاب، والقائمون به هم من عائلتين سوريتين لاجئتين في المجمع السكني، مع تفاصيل من نسج الخيال، كالتهديد بالسكين على العنق والتبول الجماعي على الطفلة الصغيرة.
وحين اكتمل الخبر الجديد شائعاتيا، أصبح 3 Syrian youth refugees rape a little girl أو “3 شبان لاجئين سوريين اغتصبوا فتاة صغيرة” وهو ما نعثر عليه حين الاستعانة بخانات البحث في مواقع التصفح بالانترنت، ونجد بعد التدقيق فيه أنه غير صحيح، والا لأتت عليه كبريات وسائل الاعلام الأميركية، علما أن عددا منها تساءل عما اذا كان صحيحا منذ بدأ ينتشر كشائعات، ولأنه شم رائحة “الفبركة” تفوح منه، فقد أهمله، الا أن مواقع التواصل، وبعض الاعلام الأميركي المعادي للاجئين لا يزال يرحب به ويبرزه.
ومن يبجث أكثر في الانترنت، سيجد خبرا بالعربية، عنوانه “مطالبات باغلاق مركز استقبال اللاجئين السوريين في ولاية أميركية خوفا من ارهابهم” وتاريخه أول يوليو الماضي، وفيه أن مركز اللاجئين بولاية ايداهو “وجد نفسه محورا لحملة من مجموعة تسعى لاغلاقه، معللة ذلك بمخاوف من أن المهاجرين الذين يستضيفهم ربما يكون بينهم متطرفون” وربما تكون تلك المجموعة هي من يغيّر الأخبار الصحيحة الى شائعات تبدو صحيحة أيضا.
اللهم دمر أعداء الاسلام.
https://www.youtube.com/watch?v=HCd3COFWtdg