من يستعين بمواقع التصفح، خصوصاً “غوغل” الشهير، ليعثر عبر خانات البحث عن Balislava سيقرأ بالإنجليزية “أن هذه الفتاة الجميلة هي كابتن طيار تقصف “الدواعش” في سوريا”، وهو ما اشتهرت به في مواقع للتواصل باليومين الماضيين، خصوصاً صورتها المرفقة بهذه العبارات، حيث تبدو روسية “شقراء” جميلة، مستندة إلى خوذتها، وهي بزي الطيارين الممهور عند الكم الأيمن بشعار قوات جوية تابعة لإحدى الدول، وخلفها بدت طائرة للتدريب، فينسجم الناظر إليها ويطلق لمخيلته العنان.
كتبوا عن “باليسلافا” في مواقع عربية كثيرة، ثم سحبت الموضوع من موقعها، بعد أن اكتشفت بأنها ليست سوى شبح “طيارة روسية” خرافية، ليس لها وجود. أما الصورة فلفتاة حقيقية تقيم في الطرف الآخر من العالم، وهي عارضة أزياء ومقدمة برنامج تلفزيوني في البرازيل، اسمها Ana Hickmann ومن النجوم الشهيرة على مستوى دولي.
آنا هيكمن، المولودة منذ 33 سنة في مدينة “سانتا كروز دو سول” بجنوب البرازيل، هي مقدمة برنامج تلفزيوني معروف للبرازيليين باسم Hoje em Dia معناه “في هذه الأيام” وله جاذبيات، والصورة التي جعلوا منها “كابتن طيار حربي” في روسيا، تم التقاطها حين كانت تتعلم في 2005 على الطيران، طبقاً لما وجدت “العربية.نت” عند البحث في أرشيفات إخبارية عنها بالبرازيل. إضافة إلى أن الشعار في زيها بالصورة هو لأكاديمية “القوات الجوية البرازيلية” لذلك خاب فأل مفبركيها كطيارة روسية.
صاحبة أطول ساقين بالعالم
أمس، وأيضاً اليوم الأربعاء، تظهر في “تويتر” بشكل خاص، تغريدات بالعشرات تشكك بالطيارة “الروسية” المزيفة، يؤكد ذلك أن من يكتب كلمتي Brazilian Balislava بخانة البحث “التويترية” سيجد تأكيدات بأنها العارضة هيكمن، ومئات يؤكدون الشيء نفسه فيما لو تم البحث بالبرتغالية. أما من يبحث في “يوتيوب” عن كلمتي Le capitaine Balislava فسيشاهد في الموقع فيديو فرنسياً يؤكد “فبركة” الصورة وخبرها الذي ظهر الاثنين، ووافته المنية بعد أقل من 24 ساعة.
وأول من زعم بأن الصورة هي لطيارة روسية تقصف بطائرتها رجال المعارضة و”داعش” في سوريا، هو موقع روسي بالإنجليزية اسمه hallsofkarma.com على حد ما راجعت “العربية.نت” في مواقع كثيرة، معظمها قال إنه استمدها منه، إلا أن الموقع لم يعد له وجود، فإما تم إغلاقه، أو أن مفبرك الصورة وخبرها هو من أغلقه، ليرتاح ويريح.
أما هيكمن الألمانية الأصل والأم لطفل واحد عمره أقل من عام، واسمه ألكسندر، فشهيرة في البرازيل وخارجها بأن كتاب “غينيس” للأرقام القياسية ضمها إلى صفحاته كصاحبة أطول ساقين في العالم، ثم توقف منذ 2002 عن ذكر المعلومة، وفق الوارد بموقعها الشخصي، فهي فارعة الطول البالغ 185 سنتيمتراً، لمن يقرأ عنها في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، أو لمن يصر على التأكد بنفسه، عبر التأمل بصورها في مواقع التواصل، خصوصاً في Instagram باسمها، فيه ما يشبع كل فضول.