في بدايات العام 2011 كان ثلاثة طلبة من جامعة “ستانفورد” الأميركية المعروفة يلهون ويتمازحون من دون أن يعلموا أنَّ أفكارهم سوف تتحول قريباً إلى “بزنس” بمليارات الدولارات، وأنهم سيُصبحون قريباً من أباطرة المال والأعمال بفضل مزاحهم، فضلاً عن أنهم سوف يصبحون من بين الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم.
في نيسان/أبريل من العام 2011 كان الطالب في جامعة “ستانفورد” ريجي براون غاضباً بسبب أن أحد زملائه مازحه بنشر صور له ولصديقته على الإنترنت، لكنه لم يكن يرغب بنشرها وسرعان اكتشف أنها تحولت إلى مادة في متناول أيدي الطلبة، ولا يمكن التخلص منها، فما كان منه إلا أن قال لصديقه إيفان سبيغل إنه “يتمنى لو أنَّ هذه الصور تختفي من الإنترنت”.
وبحسب المعلومات التي جمعتها “العربية.نت” فقد كان الفتى سبيغل الذي تعود أصوله إلى لوس أنجلوس ذكياً لدرجة أنه التقط من الشكوى فكرة فريدة، ليبدأ في ذلك الوقت تأسيس شبكة التواصل الاجتماعي “سناب شات” التي أصبحت تتجاوز قيمتها السوقية 31 مليار دولار، وذلك بعد أيام قليلة من تحولها الى شركة مساهمة عامة مدرجة في أسواق “وول ستريت” بالولايات المتحدة.
بدأت فكرة “سناب شات” في ربيع 2011 بالرغبة في إخفاء الصور، وفي صيف العام ذاته أطلق الشابان تطبيقاً لمستخدمي هواتف “آيفون” على “أبل ستور” وكان الهدف منه تأسيس شبكة تواصل لتداول الصور ومقاطع الفيديو بين طلبة جامعة “ستانفورد” وأطلقوا على التطبيق اسم (Picaboo).
انضم للشابين شخص ثالث يُدعى بوبي مورفي، وأمضى ثلاثتهم العطلة الصيفية في ذلك العام بالعمل على تطوير التطبيق الجديد الخاص بأصدقائهم في الجامعة، وفي نهاية ذلك الصيف تكلل التعب والإرهاق والبرمجة والمتابعة باستقطاب 127 مستخدماً فقط للتطبيق. كان المستخدمون الـ127 من أصدقائهم ومن طلبة الجامعة.
وبحسب تفاصيل نشرها موقع “بزنس إنسايدر” الأميركي ففي شهر أيلول/ سبتمبر من العام ذاته غير الشبان الثلاثة اسم التطبيق إلى “سناب شات” لكنهم لم يتمكنوا من استقطاب الكثير من المستخدمين، إلا أن أحد أقارب سبيغل كان شاباً مراهقاً بأحد المدارس الثانوية في لوس أنجلوس واستهواه التطبيق الجديد فما كان منه إلا أن نشره بين زملائه في المدرسة، فوجدوا فيه وسيلة أفضل لتداول الصور والرسائل والفيديوهات التي تختفي تلقائياً بعد فترة وجيزة من فتحها ومشاهدتها.
وبحلول ربيع العام 2012 كان التطبيق الجديد “سناب شات” يستهوي نحو 100 مستخدم نشط يومياً، لكن هذا لم يكن خبراً ساراً في ذلك الوقت، إذ كان يعني بالنسبة لطلبة في الجامعة أن الأعباء ستزيد على الخادم “السيرفر” وهو ما سيضطرهم الى استئجار خدمة استضافة أكبر وبمواصفات أعلى وتكلفة مرهقة.. وصل إنفاق الشبان الثلاثة حينها على التطبيق خمسة آلاف دولار شهرياً من أجل إبقائه على قيد الحياة.
وفي وقت لاحق من العام 2012 كانت أموال الشبان الثلاثة على وشك النفاد، وكانوا هم على وشك الإفلاس الكامل، لكنهم حصلوا من شركة (Lightspeed Venture Partners) ليظل التطبيق بفضل ذلك الشيك على قيد الحياة، وما أن انتهى العام 2012 حتى كان مليون شخص نشط حول العالم يستخدمون التطبيق يومياً، وبات واحداً من أشهر شبكات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن أنه أصبح أحد المنصات الرئيسة على الانترنت لتداول الصور والرسائل ومقاطع الفيديو بين المستخدمين.
وأدرج سهم “سناب شات” في آذار/ مارس 2017 في بورصة نيويورك، فيما بلغ سعر تداول السهم 25.60 دولار بحلول يوم الاثنين السادس من آذار/ مارس، لتتجاوز القيمة السوقية للشركة مستوى الـ31 مليار دولار، فيما يتوقع أغلب المحللين والمراقبين أن تنجح الشركة في منافسة أكبر شبكات التواصل الموجودة في العالم حالياً، ومن بينها “فيسبوك” و”تويتر”.