وسط التراجيديا والألم تأتي لحظات سرور لبعض الناس، ويمكن أن ينطبق ذلك على مغنٍ روسي كان من المفترض أن يسافر في الطائرة الروسية التي تحطمت في البحر الأسود صباح يوم الأحد.
وقد أنقذه من الموت جواز سفره منتهي الصلاحية الذي حال دون صعوده إلى الطائرة.
وفي المقابل فإن زوجين شابين كانا في عداد الضحايا البالغ عددهم 92 قتيلا.
وكان مغن من جوقة الجيش الأحمر قد أعلنت وفاته ضمن الضحايا في كارثة سوتشي الجوية، ثم اتضح أنه على قيد الحياة، بعد أن أنقذه جوازه المنتهي وحرمه من الطيران مع رفاقه إلى النهاية.
منع من السفر بسبب جوازه
المغني الناجي اسمه رومان فالوتوف وعمره 29 سنة، وقد كان اسمه مدرجا في قائمة الركاب، لكنه لم يستخرج بورد السفر الذي يخوله من للصعود إلى الطائرة، مع انتهاء جواز سفره بتاريخ يوليو الماضي.
وقد علق بعد الحادثة قائلا: “لقد كنت في صالة المغادرة بالمطار، وقدمت جوازي لموظفة الهجرة التي قالت لي، هل تمزح. إن جوازك منتهي الصلاحية منذ يوليو”.
وأضاف: “لم أدرك بالفعل أن الجواز يتطلب التجديد.. وقد طلبت مني الموظفة الانتظار، وجلست وأنا في أشد القلق ألا يسمح لي بالسفر.. وخلال دقائق تم إخباري أنه لن يكون بإمكاني المغادرة إلى أي مكان”.
وقال: “لقد كنت عصبيا لهذا الخطأ في جوازي ولم يكن من حل سوى أن أعود إلى بيتي”.
وأضاف: “بحلول الساعة الثالثة و30 دقيقة صباحا وبعدها بدأ الناس يتصلون بي ويسألون عني إذا ما كنت على قيد الحياة، وقد راجعت قائمة الضحايا ففوجئت بأن اسمي من بينهم”.
وقال: “لقد كنت أبكي وكان أهلي وأصدقائي في صدمة”.
زوجته لم تسافر بسبب الإنجاب
وقد كانت زوجته هي الأخرى لم تسافر في الرحلة، وهي عازف منفرد في الفرقة العسكرية، واسمها فاديم انانيوف، والسبب أنها وضعت للتو طفلها حديث الولادة.
وكانت قد ناشدت زوجها بأن يبقى لجوارهما هي والطفل ولا يذهب في الرحلة، لكي يساعدهما.
والزوجان لهما ثلاثة أطفال صغار السن.
ويمضي الزوج للقول: “أشعر كما لو أنني ضربت فوق رأسي.. ما أزال غير مصدق لما حدث. لقد قالوا لي يبدو أنني ولدت بملعقة من فضة”.
وفي الوقت الذي تم فيه انتشال عشرين جثة للضحايا ويجري البحث عن الباقين، فإن سيناريو الحادثة التي تزامنت مع أعياد الميلاد لا يزال غامضا ولم تستبعد السلطات الروسية احتمال الهجوم الإرهابي، برغم أن فيكتور اوزيروف، رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي استبعد الفرضية الإرهابية.
خطيبان يموتان معا
في المقابل فإن رالينا غيلمانوفا (22 سنة) وخطيبها ميخائيل، من أعضاء فرقة الكسندروف، كانا في عداد الضحايا.
وكان الاثنان قد خطبا لبعضهما العام الماضي، ومن المفترض أن يتزوجا قريبا.
راقص وراقصة يرحلان ويتركان طفلهما
كذلك فقد أصبح طفل في الثالثة من عمره يتيما، بعد أن فقد والديه في الحادثة، وهما الراقص والراقصة أوليغ وايكاترينا كورزانوفا من أعضاء الفرقة العسكرية.
والآن فإن ابنهما الذي سوف يبلغ الرابعة من عمره في فبراير المقبل بات يقيم مع أقاربه.
المغني حديث التوظيف
كذلك من الضحايا المغني الكسندر تشيتكو (30 سنة) الذي كان قد التقط عددا من الصور الشخصية قبل تحطم الطائرة بدقائق فوق البحر الأسود.
وقالت شقيقته إيما إنه اتصل بها قبل الإقلاع وأخبرها قائلا: “نحن لا نزال في مرحلة البوردنغ وسوف نقلع خلال 15 دقيقة، سوف أتصل بك لاحقا عندما نصل إلى سوتشي”.
وأضافت: “لكنه لم يتصل بنا، وحاولنا الاتصال به، لكن هاتفه كان خارج التغطية”.
وذكرت بأنه كان قد تلقى وعداً بالغناء المنفرد في الفرقة التي راح 64 من أفرادها في الحادثة.
وقالت: “لقد كان سعيدا جدا بوظيفته الجديدة. وكان موعودا بوظيفة المغني المنفرد. وقد كان لديه صوت نادر وجميل”.
وخطيبته التي تدعى ليوليا كتبت بعد رحيله: “حبي. حياتي. أنت الأفضل في هذا العالم. دائما ما كنت أقول لك ذلك. أرقد بسلام”.