لا ينسى الأمير وليام الأيام الأخيرة من حياة والدته الراحلة ديانا. وقد روى موقع مجلة “غالا” بنسختها الفرنسية حكاية تلك اللحظات التي أمضاها خلال أول مناسبة عائلية أمضاها بعد رحيل الأميرة. فقد وقف في إحدى نواحي “ساندرينغهام هاوس” في نورفولك ورتّب ربطة عنقه ثمّ أزرار كمّي سترته. في الخارج كان كلّ شيء بالنسبة إليه وكأنه مغطى بستار أسود.
كان الشتاء قاسياً ودرجة الحرارة ما تحت الصفر. وكان الأمير الصغير يرتجف من شدّة البرد. لقد تجمّد جسمه حتّى قلبه. ورغم ذلك، لم يكن ليسمح لمشاعره بأن تظهر على وجهه. خبأ انفعالاته تماماً كما تعلّم منذ سنوات طفولته الأولى. فلا صراخ ولا بكاء.
لكنّه تمنّى، في هذه المناسبة، أن يذرف الدموع ويعبّر عن غضبه. لقد أصبح شاباً، في ليلة واحدة، حين اصطدمت السيارة السوداء التي كانت تقلّ والدته بجدار نفق ألما في باريس. كان ذلك قبل أربعة أشهر. ومنذ ذلك الحين أصبح كل ما فيه حياته أسود ومؤلماً حتى النهاية.
لم ينسَ أبداً ذلك الصباح حين تلقى والده، الأمير تشارلز، نبأ وفاة والدته. كان يومها في قصر بالمورال في اسكتلندا. لم يتمكن من النوم تلك الليلة. قبل ذلك كان عليه وشقيقه هاري أن يلتقيا والدتهما في قصر كينسنغتون. وذلك بعد فراق طويل دام شهراً وأكثر.
لم يكن مسموحاً له أن يقرأ المجلات التي تتحدث عن علاقة جمعت والدته والملياردير المصري دودي الفايد. كان يلاحظ أن الأخيرة تشعر بالسعادة والحيوية للمرة الأولى في حياتها. وفجأة كلّ شيء توقف وبدأ يعيش حالة من الفراغ العميق ويرى أن الحياة قاسية جداً وأنه أصبح حبيساً في نفق مظلم لا نهاية له.
إلا أنّه أراد مواجهة ذلك، فأظهر اهتماماً كبيراً بدراسته وبمهماته كملك مستقبلي. كان في الـ15 من عمره. “لقد أصبحت رجلاً” قال له جدّه الأمير فيليب. وهنا تذكّر أنّه لم يرَ أبناء العائلة المالكة يبكون يوماً.
يا ليت البكاء يعيد الأم المتوفية كنا بكينا بدل قطرات الدموع بحور دموع.. و كواحدة يتيمة الأم أتعاطف و أتألم و أحس بكل من فقد أمه، انجليزيا كان أو اسكتلنديا أو إيرلنديا أو حتى من الهنود الحمر، أميرا أو وزيرا أو غفيرا.. فالوجع واحد و الألم واحد و لكن يبقى الأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل واحد.
الله يرحم الوالدة يامريوم و يرحم جميع الاموات و يطول في عمر الوالد ،،، امييين
تحياتي لكي عزيزتي