ا ف ب – أصبحت قناة تلفزيونية بريطانية يوم الأربعاء (10 يوليو) أولقناة تمولها الحكومة في بريطانيا تذيع الأذان فجر كل يوم خلال شهر رمضان.
أعلنت القناة الرابعة أنها ستكون أول قناة وطنية تذيع أذان الفجر الساعة الثالثة صباحا ابتداء من العاشر من يوليو تموز طوال شهر رمضان.
كما أن القناة الحكومية والتي أنشئت لمخاطبة الأقليات ستقط عبرامجها أربع مرات في أول أيام رمضان لعرض أفلام مدتها 20 ثانيةلتذكرة المشاهدين بموعد الأذان.
وطوال الشهر سوف تعرض القناة أذانالفجر بينما تنوه عن مواعيد الصلوات الأربع الأخرى في موقعها على الانترنت.
أشعلت هذه المبادرة جدلا في بريطانيا حيث يمثل المسلمون أقل منخمسة في المئة من السكان.
وأدى مقتل الجندي لي ريجبي أمام ثكنةوولويتش في لندن الشهر الماضي إلى اندلاع سلسلة من المظاهراتللتنديد بالإسلام وتصاعد في هجمات المتعصبين ضد الإسلام بما في ذلكإحراق عمد على ما يبدو لمركز إسلامي في لندن.
وتتعامل الشرطةالبريطانية مع حادث مقتل الجندي بوصفه حادثا إرهابيا.
ودافع رالف لي مدير البرامج اليومية في القناة الرابعة عن قرارالقناة بالمضي قدما في إذاعة أذان الفجر بالإضافة إلى برامج تركزعلى رمضان.
وقال لتلفزيون رويترز “نتمنى من المسألة برمتها لفت الأنظارلأقلية مهمة في بريطانيا.
هناك تقريبا ثلاثة ملايين مسلم فيبريطانيا. بالنسبة لغالبيتهم رمضان سيكون جزءا رئيسيا من عامهم.أغلبهم سيمارس طقوس شهر رمضان دون إحداث جلبة ودون ان يتحدثوابالضرورة الى الجميع بشأنه.
ونتمنى أن يؤدي هذا إلى لفت الأنظارلتجربة رمضان وما يمرون به خلال هذه الفترة.”
ورفض لي مزاعم وردت في بعض قطاعات من الإعلام البريطاني ومنالساسة اليمينيين عن أن الخطوة محاولة للدعاية.
وأضاف لي “يمكن أن أؤكد لهم أنها ليست خطوة دعائية. فيالنهاية.. الأمر يتعلق بالغرض من وجود القناة الرابعة وهو تمثيلالأصوات البديلة والأفكار المختلفة.
هذا لن يسر كل الموجودين فيبريطانيا لكن في النهاية هذا هو الغرض من القناة الرابعة.. لذلكأتمنى من الرافضين أن يخوضوا التجربة ويلقوا نظرة وربما إذا أرادواأن يواصلوا النقد.. فسنصغي لذلك النقد.”
وقال حزب الاستقلال البريطاني الرافض للاندماج مع أوروبا إنقرار القناة الرابعة بإذاعة أذان الفجر مستفز وغير ملائم.
وقال جوين تولر المتحدث الصحفي باسم الحزب “نشعر أن هذه القناةالرابعة تقوم بدورها التقليدي كما ترى نفسها لاستفزاز الطبقةالوسطى في انجلترا ومن لا يشاركونها آراءها وأسلوبها.
ورغم أننا لنتكون لدينا مشكلة كبيرة مع هذه المسألة لو كانت قناة تجارية.. اذان هناك قنوات تجارية في واقع الأمر تذيع الأذان.. قناة اسلاموالجزيرة وغيرها.
لكن هذه قناة يمولها دافع الضرائب وتستفز الطبقةالوسطى بعد أن سرقت أموالها لدفع مقابل هذا الاستفزاز.”
وأضاف تولر “الآن لدينا هذا الشعور على وجه التحديد في ضوءالأهوال التي وقعت في وولويتش.. هذا ليس الوقت الملائم أو المكانالملائم أو طريقة التمويل الملائمة التي يمكن من خلالها الإقدامعلى هذا.”
وعانى المسلمون في بريطانيا من عمليات انتقامية منذ أن قتلرجلان الجندي ريجبي الذي كان يبلغ من العمر 25 عاما وكان يحارب فيأفغانستان وتم ذلك في وضح النهار أمام ثكنة وولويتش في لندن في مايو.
ومنذ ذلك الحين قامت مظاهرات ضد الإسلام وتصاعدت هجماتالمتعصبين بما في ذلك إحراق متعمد فيما يبدو لمركز إسلامي في لندن. لكن مجلس المسلمين في بريطانيا الذي يمثل نحو ثلاثة ملايينمسلم في البلاد أشاد بمبادرة القناة الرابعة.
وقال الدكتور عمر الحمدون وهو مساعد الامين العام لمجلسالمسلمين في بريطانيا “أعتقد أنها مهمة جدا.
أولا نحن نعيش فيبريطانيا في مجتمع متعدد الثقافات وعندما نقر بأن المسلمين جزء منالمجتمع وعندما نمنحهم ذلك النوع من الانتماء من خلال إذاعة الأذانفنحن نرحب بهذا جدا.”
وأمام مسجد في شرق لندن قبل رمضان كانت الآراء المتعلقة بإذاعةالأذان إيجابية لكن بعض المسلمين أبدوا قلقهم من رد فعل عكسي بعدحادث وولويتش.
وقال رجل في الشارع “أعتقد أن الكثيرين من غير المسلمينيعتقدون أنه ليس قرارا جيدا.. وأن الإسلام يهيمن على هذا البلد وماإلى ذلك وهو ليس الواقع.. الوضع مختلف تماما.
لذلك فهذه هي مشاعرالكثير من غير المسلمين.. أنه استفزاز والتوقيت غير ملائم”
وقال رجل آخر إنه لابد من الإشادة بالقناة الرابعة لأنها تدافععن الاعتدال في بريطانيا.
مضيفا “لا.. لا أعتقد أنه (إذاعة الأذان) قضية تستحق النقاش..من المؤسف أنها كذلك.
ها نحن هنا.. ها هو المسجد.. وها هي الحانة.نحن نعيش معا.” وقال طالب من بنجلادش إن إذاعة الاذان سيكون لها آثار إيجابيةعلى المسلمين في بريطانيا. وتابع “حتى في بلدي بنجلادش.. أغلب القنوات لا تذيع الأذان..لذلك أعتقد أنها فكرة جيدة جدا جدا.
هذه الفكرة تعجبني دائما وسوفتعزز وتعطي الثقة للمسلمين.”
وذكر الرجل الذي استخدم صوته لتسجيل الأذان الذي تذيعه القناةالرابعة أن القناة أظهرت قدرا من القيادة والشجاعة.
وأضاف حسن رسول الموسيقي والمؤذن الذي ولد في جنوب افريقياإنها “فرصة رائعة” لإظهار صورة مختلفة للإسلام لمشاهدي الشبكةوأغلبهم من غير المسلمين.
مبادرة جميلة عساها تستمر دائماااا..
و بما أن بريطانيا تعتبر نفسها دولة ديمقراطية تتيح للجميع الحرية في الدين…فالمسلمون يعتبرون جزءا من مجتمعها…لا يمكن استثناءهم او تجاهلهم..!!