سجل نجم الكرة البرازيلي نيمار رسالة بالفيديو من هاتف نقال أمس الاثنين، وأرسلها عبر محطة تلفزيون محلية في البرازيل الى طفلين سوريين يقيمان منذ 18 شهراً مع عائلتهما اللاجئة في مدينة قريبة من حيث جرت مباراة الأمس بين المنتخب البرازيلي ونظيره الكاميروني.
الطفلان، جومان وليمار النجم، وعُمر كل منهما 10 و7 سنوات، وقفا طويلاً أمس عند مدخل الفندق الذي كان اللاعب نزيلا فيه بمدينة برازيليا، عاصمة البرازيل، وطلبا من مذيعة محطة “ريدي ريكور” التلفزaونية المحلية التي طالعت “العربية.نت” خبرهما في موقعها، أن تساعدهما على تحقيق حلم مشترك.
علمت منهما، بحسب ما نرى في الفيديو، أن الحلم هو أن يسمعا اللاعب نيمار يوجه عبرهما كلمة لأطفال اللاجئين السوريين، فوعدتهما خيراً وتحدثت الى الناطق الإعلامي باسم المنتخب البرازيلي، رودريغو بايفا، الذي أوصل طلبهما الى القميص رقم 10 بالمنتخب البرازيلي، وكان وقتها يهمّ بالخروج الى معسكر المنتخب، ومنه الى ملعب “مانيه غارينشيا” حيث جرت بعدها المباراة في برازيليا، وانتهت بالفوز على الكاميرون.
وإذا حاولوا كانت المخابرات لهم بالمرصاد
نصف ساعة مرت، واتصل بايفا بالمذيعة وأخبرها بأن نيمار سجل الكلمة ووجهها الى الشقيقين السوريين، لتكون عبرهما الى كل طفل سوري لاجئ في البرازيل وغيرها، وفهمها الشقيقان جيداً، لأنهما يتكلمان برتغالية البرازيل بطلاقة، وأفضل حتى من العربية، ويدرسان في مدرسة حكومية بمدينة “تاغواتينغا” القريبة بنحو 21 كيلومتراً من برازيليا، حيث جرت المباراة.
ونرى الشقيقين في بداية الفيديو الذي قامت “العربية.نت” بإعداده من شريطين منفصلين، ووضعت كلمة نيمار في بدايته، يتحدثان الى المذيعة عن حلمهما بأن يعلم به اللاعب، ثم نراها تحاول التحدث الى عمهما، وهو فنان بلاستيكي لا يتكلم البرتغالية جيداً، فترجما له بعض ما سألتهما المذيعة التي قامت فيما بعد بنقل الجميع، ومعهم والدة الطفلين، الى أستوديو تابع للمحطة في المدينة.
ومن الأستوديو بثت “ريدي ريكور” خبر الطفلين، وكذلك الكلمة التي قال فيها نيمار: “إلى جومان وليمار، آمل أن تجدا السلام في البرازيل، وأن تكون إقامتكما فيها سعيدة وممتعة، وأهلاً وسهلاً بكما هنا في البرازيل”، وهي عبارة، قالت المحطة، إنه يقولها الى كل طفل سوري لاجئ.
وحاول أحد الشقيقين بعربيته الركيكة ترجمة كلمته بصعوبة لتفهمها والدتهما، لكنها لم تفهم من ابنها شيئاً، إلا أننا نراها مبتسمة وراضية بما سمعت من “رنة” الكلام في الفيديو مباشرة، من دون أن تفهم ما قال نيمار، أي كمن يطرب لغناء الكنارات ولا يحتاج أحداً ليخبره ما تقول، وهذا على الأقل أفضل من وطن يُولد فيه الناس ويعيشون ويموتون ولا يفهمون ما يجري فيه، وإذا حاولوا كانت المخابرات لهم بالمرصاد.