نشر موقع “سايكولوجي توداي” الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على الاعتداء الجنسي الذي يتعرض له الأطفال من مختلف الأعمار. وعموما، لا بد للآباء من اتباع بعض النصائح حتى يتمكنوا من التحدث مع أطفالهم حول هذا الموضوع لا سيما وإن كان أطفالهم قد تعرضوا فعلا لاعتداء جنسي. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري وقوف الأولياء إلى جانب أبنائهم وعدم التسرع خلال إبداء ردود الأفعال.
وأشار الموقع إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية عندما كانوا في المدارس الابتدائية والثانوية وحتى في الجامعات. معظمهم إما أخفوا الأمر أو رفضوا الاعتراف بأنهم قد تعرضوا إلى اعتداء جنسي. كما أن هؤلاء الضحايا غالبا ما يعانون من صدمة، حيث يظلون مرتبطين بذكريات الماضي المؤلمة ما يجعلهم يحسون بالذعر والخوف وعدم الثقة في الجنس الآخر عند الدخول في علاقات عاطفية. والأسوأ من ذلك، يلقي ضحايا الاعتداء باللوم على أنفسهم لفترات طويلة من الزمن إن لم يكن إلى الأبد.
وأورد الموقع أن الضحايا غالبا ما يخفون الأمر. فقد أفاد السجل الوطني لمرتكبي الجرائم الجنسية التابع لمكتب العدل في الولايات المتحدة، أن فتاة من أصل أربع وشابا من أصل ستة يقعون ضحية الاعتداء الجنسي قبل بلوغهم سن الثمانية عشر. وعلى الرغم من ذلك، لا يبلغ الكثيرون عن هذه الانتهاكات ولا يخبرون أولياءهم بذلك. في الفترة الأخيرة، سمعنا الكثير عن مشاهير ومسؤولين حكوميين ورجال دين متهمين بالاعتداء والتحرش الجنسي. لذلك، من الأفضل أن يحرص الأولياء على التحدث مع أبنائهم حول هذا الموضوع.
وأضاف الموقع أن تحدث الوالدين مع أطفالهم في هذا الموضوع يمكن أن يكون من أصعب المحادثات، فالأمر يتطلب رباطة جأش ووعي لاحتواء ردود الأفعال العاطفية والقدرة على الاستماع وعدم استجواب الطفل. كما يجب على الأولياء أن يكونوا أقوياء وصامدين وأن يثبتوا لأبنائهم أنهم قادرون على سماع وتحمل القصة.
ومن المؤكد أن تقبل وقوع طفلك ضحية للاعتداء يعد أمرا صعبا للغاية. لذلك، قد تحتاج إلى شريك أو صديق حتى يكون إلى جانبك عند التحدث مع طفلك. علاوة على ذلك، حاول التحكم في ردود أفعالك، فطفلك لن يخبرك عما حدث إذا شعر بأن والديه ليسا على ما يرام.
وأشار الموقع إلى أنه لا بد من أخذ قدرات طفلك بعين الاعتبار، فإذا كان طفلك صغيرا في السن، فيجب أن تطرح عليه أسئلة بسيطة على غرار “هل سبق وأن لمسك أحد بطريقة جعلتك غير مرتاح؟”. وبالطبع، يختلف هذا السؤال كثيرا عن السؤال الذي ستطرحه على طفلك المراهق، حيث يمكنك طرح سؤال شبيه بهذا “هل قمت أنت أو أحد من أصدقائك بعلاقة جنسية لم ترغب في حدوثها؟”.
وقال الموقع إنه لا بد من فتح باب النقاش مع طفلك عندما يتم التطرق إلى موضوع الاعتداء الجنسي على التلفزيون أو في الأخبار. ويمكن أن تبدأ بطرح أسئلة مفتوحة على غرار “ما رأيك في هذا الموضوع؟، ماذا شعرت عند سماعك بقصة ذلك الفنان المعروف، الذي اتهم بقضية اعتداء جنسي؟”.
وبين الموقع أنه يجب على الآباء التقرب من طفلهم والتحدث معه بلطف، وجعله يدرك أنك تريد التحدث معه في موضوع ما. كما يمكنك كذلك إخباره بأن موضوع الاعتداء الجنسي شائع للغاية وأنه يمكن التحدث فيه دون أي حرج. كما أنه من الضروري طمأنة طفلك وإخباره بأنك ستحافظ على السر وأنه في حال كان يرغب في التحدث مع شخص آخر غيرك، فلا بأس بذلك.
وركز الموقع على أهمية سؤال طفلك عن مشاعره وعما يحس به، علما وأن التقرب من طفلك وجعله يعبر عن مكنوناته يعتبر أمرا مهما للغاية. ويمكن أن تسأله عما إذا كان يحس بالخجل أو الخوف، وفي حال كانت إجابته نعم، فأخبره أنك لن تلومه ولن توبخه. فضلا عن ذلك، لا بد من تجنب التسرع والإبلاغ عن الاعتداء الجنسي فور سماعك للقصة، فآخر شيء يرغب فيه طفلك هو انتشار القصة وسماع الجميع بالموضوع.
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن حملة “أنا أيضا” قد فتحت الباب أمام الكثير من ضحايا الاعتداءات الجنسية للتحدث عن تجاربهم وفضح المعتدي. كما أن إفصاح الضحايا عما بداخلهم يعتبر الخطوة الأولى من عملية الشفاء.