سلطت الكاتبة سمر المقرن الضوء على ارتفاع حالات الطلاق، خاصة خلال السنة الأولى في الزواج، وذلك في مقالها الأخير المنشور في “الجزيرة” تحت عنوان “طلاق في سنة أولى زواج”.
وأشارت الكاتبة إلى إحصائية جديدة صادرة عن مركز التنمية الأسرية، تكشف عن نسبة 60 % من حالات الطلاق تحدث في العام الأول، موضحة أن هذه الإحصائية وضعت عدداً من أسباب الطلاق وحصرتها في تدخل كثير من الأسر في حياة الأبناء الزوجية، وعدم اعتماد الأزواج على أنفسهم، وضعف الحس بالمسؤولية، وعدم تكافؤ الأزواج من النواحي الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى تكاليف حفلات الزواج الباهظة.
وعلقت الكاتبة على هذه الإحصائية بقولها: “في رأيي الشخصي هناك أسبابا أخرى لا يتطرق لها الإعلام ولا تتحدث عنها المراكز الأسرية ولا المتخصصون، هناك أسباب ما وراء الجدار وهي الأهم”.
وأضافت: فلو كان هناك توافق عاطفي وفكري وحالة انسجام فلن يحدث الطلاق وسوف يتغلبان على كل المصاعب والعراقيل التي تواجههم في السنة الأولى، لأن الحب يصنع الحياة، وبدون الحب لن تكتمل الحياة، لذا فإن الزوجين إن لم تحتضن قلوبهم هذه المشاعر فمن الطبيعي أن يكون هناك نفور وعدم رغبة في استكمال الحياة.
ولفتت “المقرن” إلى أن هناك أسباب مهمة وجوهرية لا تُناقش مطلقاً في إعلامنا، مبينة أن النفور بين الزوجين أو أحدهما قد يكون لأسباب جنسية، أو أسباب تتعلق بالجسد كالرائحة الكريهة أو رائحة الفم والتي لا يحتملها بعض الأشخاص وتكون سبباً جوهرياً لعدم قبول الطرف الآخر وعدم الرغبة في الاستمرارية معه. ولكل إنسان منّا رائحة جسد تميزه ومن يحبك يشعر بأنها جميلة، ومن لا يحبك سيشعر بالنفور منها، وهذه نقطة مهمة من أسباب الطلاق في السنة الأولى من وجهة نظري.
ونوهت الكاتبة إلى أن آلية التعارف قبل الزواج من أسباب حدوث مشاكل الطلاق فيما بعد، موضحة: “مجتمعنا يخضع لعادات وتقاليد صارمة لا تسمح للطرفين بالتعارف أكثر من الحدود السطحية، وحتى لو كان هناك فترة كافية للتعارف قبل الزواج، فهناك طباع لا يتم اكتشافها إلا داخل حدود غرفة النوم!
وأردفت الكاتبة: سنة الزواج الأولى هي المحطة الأصعب في الحياة الزوجية، لأنها مرحلة الاكتشاف، وهي مرحلة انتقالية من حياة إلى حياة أخرى قد يكون لدى -بعضهم- صعوبة في التكيف معها، والتكيف مع الطبائع المختلفة لكليهما والخلفية الثقافية والاجتماعية التي أتى منها كل طرف منهما.
وختمت الكاتبة مقالها: الحياة المشتركة جميلة جداً، إذا ما تم القبول النفسي والبناء العاطفي المتين لحياة مشتركة طويلة ومستمرة، تقوم على التكافؤ والتكيف مع متغيرات الحياة الجديدة. ولا نغفل عن طبيعة الحياة التي جعلت الإنسان يتغير فطولة بال جيل اليوم غير جيل الأمس!