وجد مستشفى وفريق طبي لبناني أنهما أمام إشكالية غير مسبوقة ،وُضعا معها بين احترام الخيار الشخصي المرْتكز على معتقدات دينية لشابة وأهلها المنتمين الى مجموعة «شهود يهوه»، وبين الواجب القانون والإنساني والمهني بإنقاذ حياتها.
وفي تفاصيل هذه «السابقة» أن شابة تُدعى فرح وصلتْ الى مستشفى البترون وهي بحال حرجة بعد تعرضها لحادث سير على حاجز المدفون (بينما كانت بطريقها لحضور جنازة جدها)، وإذ بالطاقم الطبي يتفاجأ بأن في حقيبة الفتاة عبارة «أنا من شهود يهوه وأرفض نقل الدم إلى جسمي من شخص آخر».
وبينما كان الأطباء محتارين بإزاء كيفية التعامل مع طلب الفتاة، وصل أهلها الى المستشفى وأصروا على منْع نقل الدم لأن تعاليمهم «تحرم نقل الدم الى جسم آخر، ودم الخارج من الجسم لا يعود الى جسم آخر».
وبإزاء هذا الواقع، لجأ مدير المستشفى إلى مدعي عام الشمال وأبلغه بمجريات القصة، فكان القرار بإنقاذ حياة الفتاة وعدم الأخذ برأي أحد.
وأوضح مخباط لموقع «النهار» الإلكتروني أن «الفتاة لا تزال في غرفة العناية الفائقة في المستشفى بعدما أجريت لها العمليات الجراحية اللازمة وتم إسعافها وحالها الآن مستقرة»، لافتاً الى أنه بإزاء رفض الاهالي نقل الدم لابنتهم لإنقاذ حياتها «اتصلت بالمدعي العام الذي أكد ضرورة انقاذ حياة الفتاة بغض النظر عن المعتقدات الدينية التي يتبعها الاهل، والمستشفى سيقوم بواجبه كاملاً لمنع انهيار صحة الفتاة وإبقائها على قيد الحياة».
ومعلوم أن «شهود يهوه» غير معترف بهم من القانون اللبناني ولا من الكنيسة كجماعة دينية.