شهدت العاصمة اللبنانية بيروت وبعض المناطق الأخرى، صباح السبت، عاصفة من حشرة البرغش، وهو نوع من البعوض اللساع، ضربت طول الساحل اللبناني، وتشبه العاصفة في كثافتها العاصفة الرملية، ولكنها انحسرت مع ساعات الظهيرة.
غطى البرغش العديد من المناطق اللبنانية الساحلية في الشمال والجنوب، إضافة لبعض مناطق العاصمة بيروت، بالتزامن مع غبار كثيف ما جعل حالة الطقس وكأنها تشهد عاصفة رملية، مع اشتداد اللون الأصفر في الهواء.
ولم يسلم المواطنون من هذه الموجة، فارتدى بعضهم الكمامات، وتعرض آخرون للدغ المؤذي من البرغش في مدينة صيدا في جنوب لبنان، حيث عمد موظفو المجالس البلدية هناك إلى رش المبيدات في الشوارع والأحياء.
ومن جانبه، نصح وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق، عبر حسابه على موقع “تويتر”، اللبنانيين بارتداء الكمامات “لتوقي ابتلاع واستنشاق البرغش”.
وأضاف المشنوق أنه “مع الحرارة، موجة من البرغش تضرب الساحل اللبناني من البحر تشبه في كثافتها العاصفة الرملية”.
ومن جهتها، أصدرت وزارة الصحة اللبنانية بيانا قالت فيه إن “البعوض يتكاثر عادة في بداية الربيع وعند ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن البيئة الحاضنة للحشرات التي شهدها لبنان أخيرا وارتفاع الحرارة بشكل أعلى من المعدلات الطبيعية لهذه الفترة من السنة، من نفايات ومياه راكدة، أدت إلى زيادة نسبة البعوض والذباب بشكل أعلى من المعتاد في بعض المناطق اللبنانية”.
ونصحت الوزارة بـ”المحافظة على بيئة نظيفة داخل وخارج المساكن وإزالة أي مياه راكدة قد يتكاثر فيها البعوض، واستعمال الأدوية المنفرة للبعوض على الجلد”، لافتة إلى أنه “تمّ التواصل إلى حل مع بلدية صيدا التي تشهد ازديادا ملحوظا للبعوض، وأكدت البلدية أنها ستقوم بما هو مطلوب من رش المبيدات بالطريقة العلمية المطلوبة في الساعات القليلة المقبلة”.
أما المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، فحوّلوا هذه الموجة الغريبة من البرغش إلى مادة دسمة للتسلية والسخرية، حيث كتب بعضهم: “لا ينقصنا إلا البرغش في هذا البلد”، في حين توجه آخرون للبرغش مخاطبين إياه أن “لبنان خط أحمر”، داعين إلى “إعلان الحرب” على هذه الحشرات.
وعزى بعض المواطنين هذه الموجهة من البرغش لأزمة النفايات التي يعاني منها لبنان منذ حوالي 9 أشهر، والتي بدأت بوادر حلها منذ حوالي الأسبوعين، بإيجاد مطامر جديدة للنفايات المتراكمة في الشوارع والساحات.
وعلى الرغم من بدء اختفاء مظاهر تلال النفايات المتراكمة في الشوارع العامة الى حد كبير، ما زال اللبنانيون يعانون من الروائح الكريهة في المناطق القريبة من المساحات التي خصصت لجمع النفايات، وعلى الطرقات التي تسلكها عشرات الشاحنات التي تنقل هذه النفايات.
يشار إلى أن العاصمة اللبنانية بيروت شهدت منذ 22 أغسطس الماضي، مظاهرات حاشدة، شارك فيها الآلاف، مطالبين بحل أزمة تراكم النفايات في العاصمة، والقضاء على الفساد وصولاً إلى استقالة الحكومة، انتهى كثير منها باشتباكات بين متظاهرين وقوى الأمن اللبناني التي اضطرت لاستخدام العنف والرصاص الحي والمطاطي، بالإضافة إلى الغازات المسيلة للدموع، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات واعتقال العشرات.