رفض طالب مدرسة في بريطانيا يبلغ من العمر 16 عاماً فقط عرضاً بـ6.2 مليون دولار أميركي من مجموعة مستثمرين أميركيين مقابل التنازل لهم عن موقعه الإلكتروني الذي حقق نجاحاً كبيراً، فيما كانت المفاجأة أن المراهق البريطاني المبدع ليس سوى مهاجر من أصول باكستانية وهو مسلم يُدعى محمد علي.
وكان محمد علي قد أسس من غرفة نومه في منزل أبويه موقعاً إلكترونياً فريداً من نوعه يتضمن فكرة بسيطة لكنها غير مسبوقة، حيث يُساعد الموقع مستخدميه على توفير النقود بدل إنفاقها، وهو ما رأى فيه مستثمرون أميركيون موقعاً يمكن أن يتحول إلى العالمية سريعاً ويحقق نجاحاً باهراً خلال فترة قصيرة، فقدموا عرضاً سخياً لمحمد علي قوامه خمسة ملايين جنيه استرليني (6.2 مليون دولار) مقابل التنازل عن الموقع، لكن المستثمرين تعهدوا لعلي بأن يواصل العمل في الموقع ويستمر في تطويره، وتعهدوا له بالمزيد من الأموال في المستقبل، لكنه رفض التخلي عن مشروع حياته، بحسب الرواية التي أوردتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية”.
أما المفاجأة التي تكشفها “ديلي ميل” فهي أن محمد علي البالغ اليوم من العمر 16 عاماً ليس حديث عهد بهذا النوع من “البزنس” حيث كان قد أسس أول شركة تجارية في حياته عندما كان في الـ12 من عمره، وتمكن من تحقيق أرباح بلغت 40 ألف جنيه استرليني (50 ألف دولار) في حينها، ثم استخدم هذه الأموال في إنتاج لعبة إلكترونية حقق من وراء مبيعاتها أرباحاً هي الأخرى، ثم انتقل لاحقاً الى برمجة تطبيق للهواتف الذكية يتخصص بإدارة المحافظ الاستثمارية والتداولات في البورصة، وأخيراً أنشأ موقعه الإلكتروني الذي يختص بتوفير الأموال.
وتقول الصحيفة إن محمد علي الذي لم يصل إلى الثانوية العامة بعد لم يتوقف عند هذه المشروعات الناجحة، وإنما يستعد حالياً لإطلاق موقع إلكتروني متخصص بمقارنة الأسعار من أجل تمكين الزبائن على اختيار السعر الأفضل من بين كل المتاجر، وهو مشروع يستعد لإطلاقه بالشراكة مع رجل أعمال كبير في بريطانيا يبلغ من العمر 60 عاماً، إلا أن محمد علي يؤكد بأن الموقع الجديد سوف يتضمن أفكاراً جديدة ولن يكون استنساخاً للمواقع المنافسة والمشابهة الموجودة حالياً على الإنترنت.
ورفض علي العرض الذي تلقاه من مستثمرين أميركيين في شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي، وذلك خلال اجتماع مع أولئك المستثمرين انعقد في لندن قبل فترة وجيزة من حلول عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة.
وقال علي إن “سبب رفض العرض الأميركي يعود إلى أنه في حال كون التكنولوجيا والفكرة وحدهما بملايين الدولارات، فما هي القيمة التي يمكن أن يكون عليها المشروع بعد أن يصبح واقعاً ويبدأ الناس باستخدامه؟”.
وأضاف: “أنا أفهم بأن رفضي للعرض يمثل خطورة كبيرة على من هو مثلي، لكني أريد أن أنشئ لنفسي شيئاً، وأن أصبح اسماً معروفاً”.
وتابع: “الشيء الكبير الذي نقوم نحن بفعله الآن هو أنه لا يوجد لنا منافسون حتى الآن، وهذا هو الوقت الصحيح لنصبح خبراء في توفير النقود، إنه مثل وكالة بلومبيرغ بالنسبة لعامة الناس”، وذلك في إشارة الى أن “بلومبيرغ” الأميركية استطاعت أن تكسب السبق بأن تكون وكالة متخصصة ومتوفرة على الإنترنت للعامة، فأصبحت اسماً عالمياً مشهوراً واستقطبت أعداداً كبيرة من المستخدمين والمتابعين المستمرين.