إذا زرت القارة القطبية الجنوبية “أنتارتيكا” ستجد هناك مستعمرة بشرية تضم مدرسة ومكتب بريد، وعددًا من المنازل كذلك، ولا تختلف هذه المستعمرة البشرية عن غيرها من الأماكن التي تصل فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، باستثناء أن الأسر الراغبة في الإقامة في هذه المستعمرة تُلزم أولاً بالخضوع لجراحة من نوع ما.
وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن أي شخص يريد الإقامة في قرية “فياس لاس إيسترياس” القطبية، يتوجب عليه استئصال الزائدة الدودية، فهذه المنطقة تمثل إحدى البقاع القليلة في القارة القطبية الجنوبية التي تضم سكاناً يقيمون فيها لسنوات طويلة، لا لأسابيع أو لعدة أشهر.
ويشكل استئصال الزائدة الدودية إجراءً احترازياً ضرورياً لهذا العدد القليل من الناس، نظراً إلى أن أقرب مستشفى كبير في هذه البقعة يقع على بعد أكثر من ألف كيلومتر (نحو 625 ميلاً)، على الجانب الآخر من الموجات الجليدية الموجودة في المحيط المتجمد الجنوبي.
ولا يوجد في ذلك المكان سوى عدد قليل من الأطباء المقيمين، وليس من بينهم أي جراح متخصص.
وتضيف “بي بي سي”: تضم تلك المستعمرة البشرية نحو 100 شخصٍ، غالبيتهم علماء وأفرادٌ من السلاح الجوي التشيلي أو القوات البحرية لهذا البلد، ممن يقيمون هناك بالتناوب. ولكن من يُكلفون بمهامٍ أطول أمداً لحساب الجيش التشيلي، يُؤْثِرُون في غالبية الأحيان جلب أسرهم للإقامة معهم.
ويعني ذلك وجود مدرسة صغيرة ومكتب بريد ومصرف، وغير ذلك من المرافق الأساسية.