العربية.نت- شهدت حركة المرور اضطراباً شديداً في العاصمة البريطانية لندن وعدة عواصم أوروبية أخرى جراء قيام الآلاف من سائقي سيارات الأجرة بعرقلة المرور على الطرق الرئيسة احتجاجاً على ما أسموه “التعديات” الناتجة عن خدمات جديدة لحجز سيارات الأجرة عبر تطبيق للهواتف الذكية بقيادة شركة “أوبر” الأميركية.
ففي لندن ووفق صحيفة “ديلي ميل”، قام سائقو قرابة 10 آلاف سيارة أجرة سوداء بالسير ببطء في موكب بوسط المدينة مع إطلاق الزامور بشكل منتظم، لعرقلة المرور تعبيراً عن رفضهم للتطبيق التكنولوجي الجديد، والذي يسمح بحجز مركبة الأجرة في أي وقت من أي مكان دون رسوم إضافية.
ويشتكي سائقو التاكسي الأسود من أن “أوبر” تتصرف كشركة لخدمات سيارات الأجرة ولكن من دون تكبد عناء تكاليف الرخصة، وهو ما يقوض اللاعبين التقليديين في هذا المجال.
ودافع بعض المسؤولين عن الابتكار، واصفين إياه بأنه يوفر المزيد من الخيارات للزبائن.
ورغم الاحتجاجات التي تعم عدداً من العواصم الأوروبية، أكدت شركة “أوبر” حدوث طفرة تكنولوجية في تحميل التطبيق المثير للجدل، على الهواتف الذكية، حيث ارتفعت نسبة الإقبال على تنزيله إلى 850% خلال أسبوع واحد.
وفي استجابة لمطالب السائقين المحتجين، أكدت “أوبر” أنها ستعمل على إضافة قسم جديد إلى التطبيق باسم Uber-Taxi كحل وسط مع سائقي سيارات الأجرة يضمن جزءاً من حقوقهم.
ومن جانبه، أكد عمدة لندن، بوريس جونسون، أنه يتفهم مخاوف سائقي سيارات الأجرة، مضيفاً أن هذه المسألة يجب أن تحل في المحاكم وليس بعرقلة المرور وتعطيل مصالح الناس”.
ما هو تطبيق “أوبر”؟
وتقوم فكرة خدمة السائق الخاص حسب الطلب أو “التاكسي الذكي” التي توفرها شركة “أوبر” على استغلال المستخدم لتطبيق يثبت على الأجهزة الذكية، ومن ثم التسجيل في الخدمة عن طريق إدخال بياناتهم الشخصية وأرقام بطاقات الائتمان، وبعد ذلك يمكن للمستخدم رؤية موقعه الجغرافي على خريطة تظهر أيضاً السيارات التابعة لشركة “أوبر” والمنتشرة في الجوار مع الوقت المقدر للوصول.
ويمكن للمستخدم بعد ذلك النقر على الشاشة لطلب سيارة، وفي حال قبول الطلب، يمكن للمستخدم رؤية السيارة وهي تتحرك باتجاهه، وعند وصوله لوجهته، يمكن للراكب مغادرة السيارة دون أن يدفع أجرة النقل نقداً، لأن العملية تتم تلقائياً عبر التطبيق الذي يخصم الأجرة من رصيده المصرفي.
أطلق التطبيق في عام 2009، ويعمل حالياً في أكثر من 70 مدينة عبر 37 دولة.
عواصم أوروبية
وكما الحال في لندن، شهدت عواصم أوروبية أخرى نفس الاحتجاجات لكن كل بطريقته، ففي العاصمة الفرنسية باريس، عرقلت عدة مئات من سيارات الأجرة المرور على الطرق المؤدية إلى مطاري شارل ديغول وأورلي منذ الصباح الباكر قبل الانضمام إلى موكب من السيارات المتجهة إلى مسيرة في المدينة.
وفي مدريد، اختفت سيارات الأجرة من الشوارع نظراً لتظاهر السائقين للدعوة إلى إضراب ضد شركة “أوبر” التي تجمع بين السائقين المستقلين والركاب عبر تطبيق على الهواتف الذكية، كما أن سائقي سيارات الأجرة في ميلانو كانوا مضربين، ولكن كانوا ينقلون المعاقين والمرضى والنساء الحوامل مجاناً.