نشرت صحيفة “أ بي ثي” الإسبانية تقريرا، نقلت من خلاله حوارا مع أستاذ علم الأورام وجراحة الجهاز الهضمي في كلية الطب في مونبلييه هنري غويو.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن هنري غويو كرّس جزءا كبيرا من حياته لنشر مجموعة من الدراسات المتخصصة في الصحة والتغذية، علما بأنه عمل جاهدا على التميّز بين الوجبات الغذائية التي قد تمثل خطرا على صحتنا. ولعل كتابه “كُل جيدا اليوم، تعش أفضل غدا”، الذي يعدّ بمنزلة “كتاب مقدس”، في مجال التغذية، يشير إلى أن نوعية التغذية تعد خير دواء؛ حتى يتمتع الفرد بشيخوخة صحية.
ومن المثير للاهتمام أن تناول تفاحة واحدة عند الاستيقاظ من النوم، والحد من استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان، فضلا عن طبخ الأطعمة على نار هادئة، ومضغ الطعام حوالي 25 مرة، تعدّ من أفضل الطرق للوقاية من مرض السرطان وأمراض الجهاز الهضمي، كما تحمينا بصفة خاصة من مرض الزهايمر، وذلك وفقا لما أكده هنري غويو.
وفي سؤال الصحيفة عن كيفية طهي الطعام جيدا، أورد هنري غويو أن الطريقة المثلى تكمن في الطهي بالبخار، على ألّا تتجاوز حرارته 95 درجة. ويساهم ذلك في الغالب في احتفاظ الطعام بالفيتامينات والفيتوهورمونات الموجودة فيه، في حين يحولها إلى مواد حيوية.
وأفادت الصحيفة بأن خبير الأورام هنري غويو سبق أن سلط الضوء على ضرورة تناول المزيد من الفواكه والخضروات مقارنة باللحوم، فضلا عن الحد من استهلاك منتجات الألبان، خاصة تلك المتأتية من الأبقار.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير على أن الحد من استهلاك منتجات الألبان يعود إلى كونها تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والخلايا والأنسجة التي تسرّع عملية النمو بشكل غير طبيعي، ما من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بالإعاقة. في المقابل، وفي حال استهلاكنا منتجات الألبان، من المهم جدا أن يكون الحليب مصدره الأغنام أو الماعز. إلى جانب ذلك، من الأفضل تجنب أكل اللبن؛ لأنها -من جهة- مصنوعة من حليب الأبقار، ومن جهة أخرى، تعدّ سهلة الابتلاع ولا تتطلب المضغ.
وأوردت الصحيفة أن هنري غويو تطرق في كتابه إلى أن مضغ الطعام بشكل جيد يمكن أن يحمينا من الإصابة بالأمراض العصبية، مثل الزهايمر. وفي هذا الصدد، صرح غويو أن الأكل بسرعة دون مضغه لا يسمح لنا باستشعار نكهة الطعام ومذاقه.
وفي هذا السياق، نلاحظ أن فقدان حاسة الشم والتذوق يعدّان من بين الأعراض الأولى لمرض الزهايمر. وبالتالي، من المهم جدا تحفيز براعم التذوق ومستقبلات حاسة الشم لدينا. ففي الواقع، تعمل حاسة التذوق والشم على مساعدة الدماغ على تخزين بعض الذكريات، وبالتالي، تعزز عملية تحفيزهما هذه الذكريات. ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن كلا الحاسّتين تلعب دور التحفيز العصبي.
أما فيما يتعلق بسؤال الصحيفة عن احتمال أن تكون الأنظمة الغذائية المبتكرة، مثل اتباع الحميات الغذائية النباتية، خطرا على الصحة، أفاد هنري غويو بأن “الكثير من الأشخاص الذين أصبحوا يواظبون على تناول الخضار، كانوا في السابق من مدمني الوجبات السريعة. وبالتالي، لا يعد الانتقال من النقيض إلى النقيض أمرا جيدا. والأمر سيان فيما يتعلق بإلغاء بعض المواد الغذائية من النظام الغذائي للأطفال. ففي الحقيقة، ينبغي أن يتناول الأطفال البروتين الحيواني، خاصة الموجود في الأسماك؛ نظرا لأنها غنية جدا بالأوميغا 3.
والجدير بالذكر أن هنري غويو لا يؤمن بالتدابير الوقائية، حيث يدعو إلى التصدي للأمراض من خلال اتباع نظام غذائي جيد. بالإضافة إلى ذلك، يعد غويو من المؤيدين للقاحات، ولكن ابتداء من سن السنتين، شريطة ألّا تحتوي على مركب الألومنيوم. ففي الحقيقة، قام الأطباء البيطريون بإزالة هذا المركب من لقاحات الكلاب والقطط، لكنه لا يزال موجودا في لقاحات الأطفال بنسبة 70 بالمئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إبلاغ المستهلكين بالمخاطر الصحية المنجرة عن بعض العادات الصحية والوجبات الغذائية أمر مهم للغاية. لكن، في بعض الأحيان، نلاحظ أن الرسائل التي توجهها السلطات الصحية للأفراد مربكة نوعا ما، خاصة أنها قد تحيل إلى إنذارات صحية لا لزوم لها، على غرار تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي ربط استهلاك اللحم بأنواع معينة من السرطان.
وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان الخبير هنري غويو أن حوالي 70 بالمئة من ميزانية منظمة الصحة العالمية متأتية مباشرة من مجال الصناعة؛ نظرا لأن أغلب الدول تفتقر إلى الموارد الكافية لتمويلها. وفي الأثناء، قد يؤدي ذلك في الكثير من الأحيان إلى تشويه بعض المعطيات الرسمية؛ كي تتماشى مع مصالح المجموعات الصناعية الكبرى.