عرض الفنان التشكيلي السوري ثائر معروف في العاصمة اللبنانية بيروت، مجموعة من اللوحات جسد فيها بعضا من مآسي الحرب الدائرة في بلاده.
“فيتو” هو اسم المعرض الذي افتتح في منطقة الصيفي وسط بيروت حيث تقع أهم المعارض الفنية، ويضم 24 لوحة بالإضافة إلى مجسم ساخر لمجلس الأمن الدولي وآخر لأحد المسلحين في الشوارع.
وقال معروف: “اخترت اسم فيتو لأنني أعترض على الأحداث في سوريا وتحول الربيع العربي إلى شتاء دموي، اعترض على قرارات مجلس الأمن التي أدت إلى استمرار أعمال العنف والقتل في سوريا” .
سارع الفنان التشكيلي إلى إنجاز لوحاته في وقت قصير بعد دعوته إلى افتتاح العام الجديد بمعرض في بيروت، خاصة وأن الأوضاع في سوريا لا تساعد على إقامة معارض فنية، ما دفعه إلى إيجاد بديل سعيا للترويج لفنه.
وأوضح معروف أنه لا مجال لحرية الرأي في سوريا، قائلا “إنه يتمنى أن يجد مساحة من الديمقراطية في سوريا ليعبر عن رأيه بأشياء أقل من الذي يعرضه اليوم “.
وأضاف: “فني اليوم غير مقبول في سوريا، فهناك كثير من الحسابات السياسية والقليل من الديمقراطية”.
ولجأ الفنان إلى استخدام الألوان الداكنة للتعبير عن “معاناة البسطاء والمحرومين والمهمشين”، مؤكدا أنه من واجب الفنان مواكبة حركات التحرر والثورات ورصد معاناة الناس. ”
وتابع: “لوحاتي هي صرخة باتجاه التغيير، فالفن قبل أن يحمل صيغة تجميلية يحمل رسالة، نحن لا يمكننا حمل السلاح والقتال، سلاح الفنان هو الريشة وسلاح الكاتب هو القلم وإذا منعنا من المحاربة بأدواتنا الخاصة سنكون مشلولين”.
أما منظمة المعرض والناقدة الفنية رزان شتي فقالت إنها احتضنت أعمال معروف لإيمانها بموهبته الفنية وتقديرها لرسالته.
وأضافت: “قد لا يتحمس كثيرون لشراء مثل هذه اللوحات التي تحكي عن الحرب والمآسي، ولكن أنا أؤمن بالفن بشكل مطلق، وتهمني كثيرا الرسالة التي يسعى الفنان لإيصالها إلى الجمهور أكثر بكثير من المردود المالي”.
وتعد هذه الأعمال الفنية تأريخا لواقع أليم تعيشه سوريا، وهو حال غالبية الفنانين السوريين في الآونة الأخيرة، الذين يعتبرون الفن أداة لإيصال رسالة عن مآسي الحرب وكوارثها.