مع أنه مدير معهد جامعي للتكنولوجيا، إلا أن الأكاديمي الفرنسي صامويل مايول، لم يقم بحساب دقيق لما ستكون عليه حاله فيما لو نفذ فكرة راودته بإغلاق غرفة يستخدمها مسلمون من الطلاب كمصلى في “جامعة سانت دينيز” قرب باريس، لذلك ذاق نموذجا “مصغرا” لما قد يحل به فيما لو فعلها.
وكان النموذج مؤلما: ما أن خرج ليلة الأربعاء الماضي من محفل ماسوني بالعاصمة الفرنسية، حتى انقض عليه مجهولان بضرب متنوع وسط العتمة على قارعة الرصيف، فضجت فرنسا من خبره في وسائل إعلام فرنسية، وصداه وصل سريعا إلى بينوا آمون، وزير التربية والتعليم العالي، فأصدر بشأنه بيان استنكرار شديد اللهجة، وأوصى بوضع مايول تحت حماية حكومية خاصة.
ووصف آمون ما حدث بجريمة لحقت بالأكاديمي الذي سبق وصدرت في حقه فتوى تهدر دمه، كما تسلم أكثر من 10 رسائل تهديد بالأذية وبالقتل منذ فبراير الماضي أيضا، وفي واحدة منها وعيد مرعب: “دعونا جميع المسلمين ليعاقبونك، وستدفع الثمن، أنت وأقربائك وأولادك” وفق ما أوردته صحف فرنسية من ترجمة للرسالة التي كانت بالعربية ووصلت إلى عنوان منزله.
ولم تفرج الشرطة الفرنسية عن أي صور لآثار ما لحق من رضوض وجروح بالأكاديمي، البالغ عمره 42 سنة، إلا أن الهجوم المباغت عليه أثار سخطا في أوساط النخبة الفرنسية من مثقفين وجامعيين وفنانين، ممن كانوا يعتقدون بأنهم في حماية من “السلبيات الدينية في المجتمع الفرنسي” على حد ما ورد في بعض الصحف الفرنسية.
والغرفة التي لمح بأنه سيقوم بإغلاقها ليست مصلى أصلا، إنما هي لاجتماعات جمعية طلابية في “معهد التكنولوجيا بجامعة سانت دينيز” الذي يتولى إدارته، لكن بعض الطلاب المسلمين بدأ يستخدمها هذا العام للصلاة، فاستاء الأكاديمي وفكر بإغلاقها، وهو ما وصل صداه الى بعضهم، فانتظروه خارج محفل “الشرق الكبير” في باريس وضربوه.
أما عن رسائل التهديد التي تسلمها سابقا، فكانت بعد أن أقال أحد الموظفين الكبار في المعهد، وهو مسلم من إحدى دول شمال أفريقيا، بعد أن اتهمه بأنه وراء توظيف أشخاص كانوا يتسلمون رواتبهم ولا يعملون ويفيد من تعيينهم.