لا تزال المرأة في كثير من المجتمعات العربية مملوكة من قبل عائلتها، ومن يدعي أنه يحميها من ذكور “القبيلة”. وعليها أن تنال موافقة رجال العائلة، قبل أن تحب.
ضمن هذا الواقع، وفي مجتمع يقدس حياء المرأة وخجلها ويعتبرهما صفة أنثوية مميزة، هل تستطيع المرأة أن تعبر عن آرائها، خصوصاً في ما يتعلق بعواطفها ومشاعرها؟ وماذا يحصل لو طلبت الزواج من رجلٍ نال إعجابها؟
كلنا سمع أو قرأ عن جرأة السيدة خديجة، وكيف بادرت بالتعبير عن رغبتها بالزواج من النبي، وتم ذلك دون أن ينتقص من قيمتها الاجتماعية بين قومها. لكن في زمننا هذا، يعيب الرجل على المرأة ويصفها بأبشع النعوت، حين تعبر عن مشاعرها تجاهه.
لماذا يصعب على المرأة إذاً أن تطلب يد رجلٍ، ولماذا لا بتقبل الرجل ذلك المشهد الرومانسي الأنثوي؟
رغم الانفتاح الذي تعيشه بعض المجتمعات العربية، ورغم محاولات التشبه بالمجتمعات الغربية؛ لكن الغالبية الساحقة من الرجال ما تزال من النوع التقليدي، الذي لا يمكنه بأي شكل من الأشكال تقبل هكذا تصرفات.
بالنسبة إليهم المرأة يجب أن تتمتع بقدر عال من احترام الذات؛ لتحصل على احترامه وتقديره، وإقدامها على المبادرة تحطم الصورة الجميلة التي رسمها الرجل عنها.
المرأة المبادرة تصنف وفق خانات مختلفة وذلك وفق قناعات الرجل وأسلوب تفكيره. لكن سواء كان الرجل العربي من المتقبلين أو الرافضين فسيكون هناك دائماً «نقطة سوداء» في سجل هذه المرأة حتى ولو انتهى به المطاف بالزواج بها.
لو …