التعرض لضغوطات متواصلة في الحياة والمرور بتجربة إنسانية صعبة، قد يترك آثراً على صحة ونفسية الإنسان، ويُسبب أمراضاً عدة يصعب الشفاء منها كالاكتئاب، بيد أن دراسة حديثة كشفت عن جانب إيجابي للضغوطات.
قد يتطلب تجاوز الضغوطات النفسية والسيطرة على المشاعر السلبية وقتاً أكبر بالنسبة للكثيرين، لاسيما وأن الحياة زاخرة بتحديات لا منتهية. وبينما ينجح البعض في تجاوز هذه المرحلة بسرعة، يفشل البعض الآخر في الخروج من مرحلة الاكتئاب وقد يتخذ قرارات فردية وغير مناسبة.
لكن دراسة حديثة ترى عكس ذلك، فقد توصل علماء من جامعة ريغنسبورغ الألمانية أن الرجال يتخذون مواقف أقل أنانية أثناء مرحلة الضغط، وفق ما أشارت إليه المجلة العلمية المتخصصة “هرمون أند بيهيفرر”.
وفي سياق متصل، أكد الخبراء الألمان أن الرجال الذين يتعرضون لضغوطات نفسية كبيرة يتجردون من مصلحتهم الشخصية وتظهر عليهم مشاعر إيجابية، بالمقارنة مع أولئك الذين لا يُعانون من الضغوطات ويتخذون في المقابل قرارات أنانية.
وقد استندت النتائج إلى دراسة أجريت على أكثر من 50 شخصاً تم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث شاركوا في امتحان لتجاوز الضغوطات الاجتماعية، بالإضافة إلى قياس مشاعرهم أثناء اتخاذ القرارات.
إلى ذلك، ربط الخبراء بين هرمون الكورتيزول وما يُسمى بـ “الإيثار في اتخاذ القرارات” خلال مرحلة الضغط، إذ يرى الخبراء أن الكورتيزول قد يكون مسؤولاً عن الشعور بـ “الغيرية” ويُساهم بالتالي في اتخاذ قرارات ذات طبيعة إنسانية.
يُشار إلى أن 300 مليون شخص يُعاني من الاكتئاب وفق آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية.