لم يكن حضور المرأة في حفلة افتتاح سوق عكاظ ١٠ وأيضاً في لقاء المثقفات والمثقفين لطرح آرائهم ومقترحاتهم بين يدي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة في الطائف أخيراً إلا فأل خيرٍ تناقله المثقفون في جلساتهم في بهو الفندق المضيف، إذ ابتهج الحضور حينما قال الفيصل في رد على مطالبات بتبوأ المرأة منصباً قيادياً كامل العضوية في سوق عكاظ «ليس هناك أي قرار يستبعد المرأة من أي لجنة كانت»، إضافة إلى حضورها المتزن في حفلة الافتتاح حيث شدا محمد عبده قصيدة امرئ القيس على سجية الموروث الفني «المجرور» في الطائف، ما دعا الحضور إلى الاستبشار.
من جهته، عبّر الدكتور محمد آل زلفة عن عدم ارتياحه لعدم سماح المرأة لحضور حفلة محمد عبده على هامش سوق عكاظ 10، مؤكداً أن «المرأة من حقها أن تحضر الحفلات الغنائية كما حضرها هؤلاء الشبان في تمازج وطني كبير» مع أنغام أغنية الفنان محمد عبده الوطنية «فوق هام السحب». وشدد آل زلفة على أن «المرأة حضرت في حفلة الافتتاح بحجابها، ومكانتها، ومكانها المخصص لها، إذ يحق لها كما يحق للذكور أن تطرب للفنان السعودي على أرض سعودية»، لافتاً إلى أنه «سيحد من سفر السعوديين إلى الخارج لحضور حفلات لفنانين سعوديين»، مبيناً أن «الحفلات الغنائية ترفض الموات، وتعزز ثقافة الحياة». فيما قال الدكتور صالح بن سبعان إن «حفلة محمد عبده أحيت الذاكرة الغنائية في الطائف التي عهدناها قديماً»، معبراً عن سعادته بالشباب السعوديين اليوم «لم يتوقفوا عن النداء المتكرر لمحمد عبده للاستمرار في الغناء»، واصفاً ابتهاجهم بـ «التعطش» إلى «الحياة والفن والثقافة».
ووفقا لصحيفة عكاظ أوضح ابن سبعان أن «الموسيقى لا يمكن أن تخطف الشباب الحاضرين اليوم إلى أقاصي الإرهاب، بل تحميهم من تغلغل الأيديولوجيا المتشددة بينهم» معللاً ذلك «إن الفن يصنع الحياة، ويمد الشعب بالارتباط الوطني ويعبر عن محبتهم كما شهدناهم اليوم في ختام الأمسية إذ توحدوا مع أغنية «فوق هام السحب» في تناغم عجيب»، وختم حديثه متأسفاً «لعدم حضور المرأة كشريكة لهذه الليلة التاريخية».
وتعتقد الشاعرة هدى الدغفق أن «بعض وسائل الإعلام بدت تأخذ قصب التخريب للوعي الاجتماعي ففي حين بدأ الرأي الاجتماعي العام يسير في طريق التعافي من التطرف والتشدد التقليدي، وأراد استعادة توازنه الطبيعي (أي المجتمع) تكالبت عليه بعض وسائل الإعلام المرئي لتشعل جذوة التعصب»، موضحةً «أعني ما حدث في سوق عكاظ حيث للمرة الأولى استطاعت المرأة في مناسبة ثقافية أدبية أن تحضر الافتتاح لترى وتسمع إلى قصيدة امرئ القيس التي تغنى بها المطرب السعودي محمد عبده».
وتضيف الدغفق متأسفةً «لكنها لم تحضر الحفلة الكامل لمحمد عبده الذي كان ممكنا أن يسير بها أشواطا أخرى نحو الأمام»، عازيةً ذلك إلى «صغر حجم المسرح» مطالبة الجهات المختصة بـ «السعي لمضاعفة حجم المسرح كي يستوعب حضور الشابات والشبان»، لافتةً إلى أن الجمهور النسائي «يتمنى أن يحضر الحفل ويقف بالخارج أضعاف من هم بداخل القاعة»، وتتساءل الدغفق «إن الفن جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية فلماذا نبخس الشباب حق التعبير عنها بالفرح والنشوة والمشاركة الجماعية في مهرجان شعري شاعري مثل سوق عكاظ.؟».