بمخابرة تليفونية من مجهول رست مطرقة الدلال في مزاد علني بعد ظهر أمس الأحد على مجهول عرض 956 ألف يورو، أي مليون و300 ألف دولار تقريبا، واشترى بها سيفا كان مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز، قدمه هدية لأمير أفغاني قبل 81 سنة، طبقا لما علمته “العربية.نت” من دار Osenat الفرنسية للمزادات.
السيف نادر، ونصله صنع في دمشق ربما في القرن التاسع عشر، بحسب ما شرحته الدار في موقعها “أون لاين” مضيفة أن العاهل السعودي قدمه في 5 مايو/أيار 1932 هدية للأمير الأفغاني أحمد شاه خان “فصار رمزا شاهدا على تأسيس السعودية” وفق تعبير جان كريستوف شاتينييه، وهو فرنسي خبير بالأسلحة القديمة وتحدث قبل شهر عن السيف لبعض وسائل الاعلام الفرنسية.
شاتينييه اعتبر أيضا أن للسيف دلالات عدة، أهمها أنه يرمز بصفة رئيسية الى السلام والصداقة “لذلك كان تقديمه كهدية تعبيرا عن الاخلاص والامتنان، وفي فترة ظهر فيها العلم السعودي بصورته النهائية لمناسبة معاهدة الصداقة بين السعودية وأفغانستان” كما قال.
أما دار المزادات فشرحت أن نصل السيف صنع ربما في القرن التاسع عشر بدمشق، بمقبض من العاج، فيما صنعت “رمانة” المقبض من ذهب خالص عيار 24 قيراط، في حين تم حفر لفظ الجلالة على النصل المقوّس، والغمد تم شغله بخيوط الذهب والصلب “أما تقديمه للأمير الأفغاني فكان عربونا لتنازل أفغانستان عن منطقتين جغرافيتين للملك عبد العزيز بموجب معاهدة الصداقة” طبقا لخبير الأسلحة شاتينييه.
سيف هدية بعد معاهدة صداقة
ولم تجد “العربية.نت” حين راجعت معاهدة الصداقة التي أبرمها العاهل السعودي في 1932 بجدة مع أفغانستان، ما ينص فيها عن أي تنازل جغرافي من أفغانستان الى السعودية. ويمكن العثور بسهولة على نص المعاهدة القصير، وهي على الانترنت بعنوان “معاهدة صداقة بين المملكة الحجازية والنجدية ومملكة افغانستان” وسيجدها القاريء خالية من أي بند يشير الى ما وصفه شاتينييه بتنازل أفغانستان عن منطقتين للسعودية من أجل تأسيس المملكة.
وما عثرت عليه “العربية.نت” هو أن أفغانيا اسمه الشيخ مبشر الطرازي، وكان مقربا من ملك أفغانستان محمد نادر شاه، سافر بتكليف من الملك في 1930 للتشاور مع الملك عبد العزيز بشأن عقد معاهدة صداقة بين البلدين.
أكرمه الملك وأهداه ملابس عربية “شغل محلي” مع ساعة يد نفيسة، واتفقا على تفاصيل المعاهدة التي وقعها بعد عامين وفد أرسله الملك الأفغاني برئاسة ابنه الأمير أحمد شاه خان، وكان وقتها وزيرا للديوان الملكي، فأدى الوفد فريضة الحج ثم تم التوقيع الذي تلاه تقديم الملك عبد العزيز للسيف هدية للأمير، وبعد 4 آشهر تغير اسم نجد والحجاز الى المملكة العربية السعودية.
ولم تذكر متحدثة باسم دار المزادات الفرنسية حين اتصلت بها “العربية.نت” أي معلومات عمن اشترى السيف البالغ طول نصله 78.9 سنتيمتر، وذكرت انها هي نفسها لا تعرف هويته ولا جنسيته “فقد اشتراه عبر وسيط بالهاتف” شارحة أن المبلغ لا يشمل عمولة الدار من عملية البيع التي شارك فيها عشرات المتنافسين، ممن لم يفلح بشرائه سوى المتصل المجهول.
وكان السيف يملكه منذ 1978 مقتن فرنسي للآثار وما ندر، عمره 70 سنة، واقتناه على ما يبدو من وريث للأمير الأفغاني الراحل، الا أن المتحدثة باسم دار المزادات رفضت أيضا ذكر اسم البائع المقيم حاليا في الريفييرا الفرنسية.