(CNN)– أكد إبراهيم الحكمي، محامي عائلة الطفلة رهام الحكمي، التي تناقلت عدة تقارير صحفية إصابتها بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV بسبب عملية نقل دم ملوث إليها، أن العائلة وكلته لرفع دعوى قضائية على وزارة الصحة السعودية، بدءاً من أعلى مسؤول، وحتى أصغر موظف.
ووصف الحكمي ما تعيشه العائلة بـ”الصدمة”، مشيراً إلى أن والد الطفلة غير مصدق لما حدث، والأم والخالة تعيشان وضعاً صعباً جداً، بسبب ما حصل للفتاة، التي لا تزال في الثانية عشرة من عمرها، كما أن الخبر أثر سلبياً على المنطقة، وعلى السعوديين جميعاً، بحسب قوله.
وفي اتصال خاص مع موقع CNN بالعربية، قال الحكمي إن رهام توجهت إلى المستشفى في جازان قبل نحو عشرة أيام، بسبب ألم كانت تعاني منه في الظهر، وتمت عملية نقل الدم من دون أية مشاكل.
وأضاف الحكمي: “الساعة الثانية عشر من ليلة ذلك اليوم، فوجئت العائلة بسيارة إسعاف قادمة من المستشفى، وطلب منا الطاقم الطبي اصطحاب رهام إلى المستشفى، ورفضوا في ذلك الوقت التصريح بحقيقة ما يجري، وعندما وصلنا إلى المستشفى كشفوا لنا الحقيقة المؤلمة، وهي نقل دم ملوث بالإيدز إلى الفتاة.”
وقال الحكمي إن رهام نقلت إلى المستشفى في الرياض بعد أن فضح الموضوع، ولم يعد هناك مجال لإخفائه، وفي الرياض أكد الأطباء إصابة الفتاة بالفيروس.
وقد حاول موقع CNN بالعربية التحدث إلى عم الفتاة، محمد يحيى ناصر، إلا أنه لم يكن قادرا على الحديث بسبب الحالة العصبية التي تعيشها العائلة.
من جهته، قال وزير الصحة السعودي، عبدالله الربيعة، إنه كأب يشعر بمعاناة رهام، لأنها كبناته، وقبل الزيارة، سأل عن الهدية المناسبة التي سيقدمها للفتاة، لأنه لا يجوز زيارتها من دون هدية، فاقترح عليه العاملون في وزارة الصحة أن يحضر لها جهاز أي باد وقرآنا، فقرر الوزير، وفقا لما صرح به لقناة الإخبارية السعودية، إحضار أي باد لها وتحميل مجموعة من الألعاب ونسخة من القرآن عليه.
وحول تعويض عائلة الفتاة، قال الربيعة: “لست من يقرر التعويض، ويجب أن يحسب للوزارة أنها هي من طالبت بالحق الخاص.”
من جهة أخرى، قالت الهيئة السعودية لحقوق الإنسان، في بيان حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، إن الهيئة قامت بتكليف فريق عمل للانتقال إلي منطقة جازان، لمتابعة حالة رهام، التي تم نقل دم ملوث لها بمستشفى جازان والوقوف على ملابسات ما حدث للطفلة.
وتابع البيان: “وبينت الهيئة انها ستتابع مع جهات الاختصاص جميع حقوق الطفلة رهام الصحية أو ما يتعلق بجبر الضرر الذي لحق بها وبأسرتها، وتطالب الهيئة بتوسيع التحقيق في هذه القضية من جميع جوانبها…. كما ستعمل الهيئة على التنسيق مع جهات الإختصاص للتأكد من تلافي كل ما اشير له من ملاحظات وبما يضمن الحق في الرعاية الصحية وفقا للمعايير الدولية الأربعة وهي التوافر وامكانية الوصول والمقبولية والجودة.”
وكانت وزارة الصحة السعودية قد قدمت اعتذاراً للطفلة رهام الحكمي وعائلتها، بسبب الخطأ الطبي، وعلى إثر هذا الخطأ، شكلت الوزارة فريقاً للتحقيق من المختصين، وأصدرت قراراً بوقف التبرع ببنك الدم بمستشفى جازان العام، وإعادة هيكلة إدارة المختبرات وبنوك الدم في المنطقة.
لاحول الله يارب .. اللهم شافيها وعافيها طهوووووووور